أفران تونس تتنازع على صناعة الخبز

07 اغسطس 2023
شح الخبز المدعم في تونس (فرانس برس)
+ الخط -

دخلت أفران تونس في منازعات على صناعة الخبز، بينما تتواصل معاناة المواطنين في طوابير الانتظار يوميا للتزود بأهم مادة أساسية على موائد الأسر.
واليوم الاثنين، من المقرر أن يبدأ أصحاب المخابز غير المصنفة سلسلة وقفات احتجاجية أمام وزارة التجارة، تعبيرا عن غضبهم من قرار منع تزويدهم بالمواد الأولية من الدقيق وغلق أفرانهم في إطار حملة مراقبة واسعة النطاق تقودها السلطة ضد المضاربين في أسعار الخبز.
ومنذ أسبوع، أصدرت وزارة التجارة قرارا بمنع الأفران غير المصنفة من التزود بمادة الدقيق من المطاحن، مقابل السماح للأفران التي تصنع الخبز المدعم بمواصلة العمل والتزود بالمواد الأساسية.

ويُصنع الخبز في تونس من قبل صنفين من الأفران: مخابز مصنفة وهي التي تحصل على الدعم الحكومي مقابل بيع الرغيف بأسعار محددة، وأخرى لا تحصل على الدعم الحكومي مقابل بيع الخبز بأسعار محررة.

ومؤخرا طلب الرئيس قيس سعيد اتخاذ إجراءات عاجلة لأزمة الخبز الحاصلة، مؤكّدا أنّ "الخبز خطّ أحمر بالنسبة للتونسيين".

وترفض المخابز غير المصنفة التي تصنع الخبز غير المدعم اتهامها بالمضاربة بأسعار الخبز وحرمانها من النشاط، مقابل احتكار المخابز المدعمة صناعة الخبز، الأمر الذي يقصي نحو 2000 فرن من دائرة العمل ويحيل مئات آلاف العاملين فيها على البطالة.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويؤكد رئيس المجمع المهني للمخابز غير المصنفة، محمد الجمالي، انطلاق أصحاب المخابز والعاملين فيها في سلسلة احتجاجات واسعة أمام وزارة التجارة الاثنين، للتعبير عن رفضهم للإقصاء الممنهج لأفران الخبز غير المدعم من دائرة إنتاج الخبز بدعوى مكافحة الاحتكار والمضاربة في الأسعار.

وينتقد الجمالي وفق ما صرّح به لـ"العربي الجديد" اعتماد السلطة سياسة المكيالين في تعاملها مع الأفران، مؤكدا أن المخابز التي تحصل على الدعم الحكومي تجني أرباحا كبيرة من منظومة دعم تعتمدها الدولة منذ أكثر من 60 عاما، بينما يتم حرمان المخابز الأخرى من موطئ قدم في السوق.

واعتبر رئيس المجمع المهني للمخابز غير المصنفة أن السلطة تنحاز بشكل واضح إلى جانب الأفران المدعمة، وتساهم في خلق منافسة غير متكافئة.

وأشار المتحدث إلى أن المخابز غير المصنفة تشتري الطن الواحد من الدقيق من الصنف الرفيع المخصص لصناعة الخبز بـ655 دينارا، أي ما يعادل 218 دولارا، بينما تحصل المخابز المدعمة على الكمية ذاتها من الدقيق بأسعار أقل كثيرا.

يؤكد رئيس المجمع المهني للمخابز غير المصنفة، محمد الجمالي، انطلاق أصحاب المخابز والعاملين فيها في سلسلة احتجاجات واسعة أمام وزارة التجارة الاثنين


ومنذ ما يزيد عن أسبوع، أعلنت المخابز غير المصنفة التي تساهم في صناعة 40 بالمائة من الحاجيات اليومية للخبز توقفها التام عن العمل، قبل إعلان الدخول في احتجاجات بداية من اليوم الاثنين.

غير أن الغرفة الوطنية للخبازين (المخابز المدعمة) المنضوية تحت الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية تنكر احتكارها السوق، مؤكدة قدرتها على تغطية شاملة لكافة حاجيات التونسيين من الخبز بكلفة أقل.

ويقول عضو الغرفة، الصادق الحبوبي، إن المخابز التي تشتغل وفق نظام الدعم قادرة على تلبية كامل حاجيات السوق، لا سيما وأن شبكة الأفران المدعمة ممتدة على كامل تراب البلاد، بما في ذلك المناطق الريفية.

وأكد الحبوبي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الأفران العشوائية التي ظهرت في السنوات الأخيرة تسببت في المضاربة بسعر الرغيف نتيجة اعتمادها على أسعار محررة، والتلاعب بالمواد الأولية التي توجه جزء منها لصناعة المرطبات والحلويات.

المساهمون