أسواق الملابس المستعملة في تونس تنتقل إلى صفحات "فيسبوك"

27 أكتوبر 2021
سوق للملابس المستعملة في تونس (Getty)
+ الخط -

نقل عدد من التونسيين تجارة الملابس المستعملة من الأسواق الشعبية إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث ينتشر المعروض من أصناف مختلفة على صفحات "فيسبوك" و"إنستغرام" للتواصل مع الزبائن خارج النطاقات التقليدية.
والأسواق الشعبية المتخصصة هي المكان التقليدي لتجارة الملابس المستعملة التي تقبل عليها نسبة كبيرة من التونسيين من مختلف الشرائح الاجتماعية، غير أن رياح التطوّر بدأت تطاول هذا النشاط الذي بدأ ينتقل تدريجيا إلى منصات الإنترنت مستفيدا من عزوف التونسيين عن ارتياد التجمعات التجارية من جراء الأزمة الصحية.

وكان استطلاع رأي أجرته شركة "سيغماكونساي" المختصة، قد كشف في إبريل/نيسان 2018، عن أن 70 بالمائة من التونسيين يقتنون حاجاتهم من سوق الملابس المستعملة، وأن هذا القطاع يشغل أكثر من عشرة آلاف تونسي.
وأنشأ العديد من تجار الملابس المستعملة صفحات تجارية مع ضمان خدمات التوصيل، فيما تحسن الوضع الصحي وعودة الأسواق إلى الفتح لم يمنع البيع الإلكتروني للملابس المستعملة من الاستمرار.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وقال عماد الورهاني، تاجر الملابس المستعملة في سوق "حي ابن خلدون" بالعاصمة تونس، إن الفضاء الطبيعي لتجارة الملابس هي الأسواق الشعبية التي لا تفقد جاذبيتها، معتبرا أن البيع الإلكتروني لا يمثل تهديدا لتجارتهم.
وأفاد عماد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن الاقبال على الأسواق بعد كورونا عاد إلى مستوياته العادية، معيدا سبب انتشار التجارة الإلكترونية إلى تنامي نشاط ما يصطلح على تسميتهم بـ"الفرازة"، وهم أشخاص يختارون أجود السلع من الأسواق ويعيدون بيعها بأثمان أعلى على صفحات التواصل الاجتماعي.
وأكد المتحدث أن الحاجة إلى العمل في تونس خلقت مهنا مستحدثة، من بينها "فرازة" الملابس المستعملة، حيث يشهد هذا النشاط توسعا مستفيدا من مرحلة الغلق التي مرت بها الأسواق الشعبية جراء جائحة كورونا.
ويمثّل فرز الملابس المستعملة من المهن المستحدثة التي بدأت تنتشر في تونس، حيث يحقق العاملون فيها مداخيل جيدة بفضل الإقبال الذي يجدونه على سلع يوفرونها لزبائنهم ممن لا يستهويهم الشراء المباشر لهذا الصنف من الملابس من الأسواق المتخصصة.
وتختص العديد من أسواق العاصمة في تجارة الملابس المستعملة حتى اقترن اسمها بهذا الصنف من التجارة، على غرار سوق باب الفلة وسوق سيدي البحري وسوق الحفصية، فيما يعرض التجار سلعهم في مختلف الأسواق البلدية في محافظات البلاد.
ويحقق قطاع الملابس، بحسب غرفة التجار، رقم معاملات يقدر بنحو 98 مليون دولار، كما يساهم في تطوير صادرات البلاد عبر توجيه جزء من الملابس القديمة نحو أسواق مغاربية وأفريقية.
وتستورد الشركات النسبة الأكبر من الملابس المستعملة من أسواق أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وتطرحها في السوق التونسي بعد معالجتها.

المساهمون