أسواق المال في أسبوع: الذهب يواصل تحليقه والدولار يفقد الزخم

14 ابريل 2023
تراجع الدولار الأميركي مقترباً من أدنى مستويات سجلها خلال شهرين (Getty)
+ الخط -

يتجه الذهب لتحقيق ثاني مكسب أسبوعي له على التوالي مع استمرار رهانات وقف رفع الفائدة وضعف الدولار الأميركي الذي يبدو فاقداً للزخم أسبوعاً بعد آخر، فيما تراجعت أسعار النفط اليوم الجمعة، بعدما حذرت وكالة الطاقة الدولية من أنّ تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها الدول المنتجة في "أوبك+" قد تزيد من عجز المعروض النفطي وتضر بالمستهلكين.

وبحلول الساعة 03:55 بتوقيت غرينتش، صعد سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2044.09 دولاراً، وحوّم قريباً من أعلى مستوى في عام الذي بلغه أمس الخميس، بحسب بيانات "رويترز"، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة 0.2% إلى 2059.4 دولاراً، في الوقت الذي تراجع مؤشر الدولار لأدنى مستوى في عام، مما يجعل المعدن الأصفر أرخص بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى.

كبير محللي السوق في "سيتي إندكس" مات سيمبسون قال لـ"رويترز" "شكلت الرغبة في بيع الدولار الأميركي في أعقاب بيانات عن تضخم أضعف، والعوائد المنخفضة والدعوات إلى تقليص سعر الفائدة النهائي محركاً كبيراً للذهب".

وأظهرت بيانات هذا الأسبوع انخفاض مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة في مارس/ آذار بأكبر قدر منذ إبريل/ نيسان 2020، في حين ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بوتيرة أقل من المتوقع. وعلاوة على ذلك، زاد عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة الأسبوع الماضي بأكثر من المتوقع. وهذه القراءات، إلى جانب المخاوف من ركود متوسط، ساعدت على ارتفاع سعر الذهب 1.8% منذ بداية الأسبوع.

موقف
التحديثات الحية

وقال سيمبسون: "ستتجه كل الأنظار إلى مبيعات التجزئة الأميركية ومعنويات المستهلكين وتوقعات التضخم اليوم"، مضيفاً أنّ الذهب قد يتجه نحو أعلى مستوى على الإطلاق إذا جاءت البيانات ضعيفة بما فيه الكفاية. ويعتبر الذهب تحوطا ضد التضخم والضبابية الاقتصادية، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.

وبالنسبة للمعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1% إلى 26.04 دولاراً، مسجلة ذروة عام، بينما زاد البلاتين 0.8% إلى 1055.14 دولاراً. ويتجه كلا المعدنين لتسجيل خامس مكاسب أسبوعية على التوالي. وصعد البلاديوم 0.6% إلى 1508.57 دولارات.

الدولار يفقد قوته مع توقع انتهاء موجة رفع الفائدة الأميركية

وفي سوق العملات، تراجع الدولار مقترباً من أدنى مستوى في شهرين مقابل عملات رئيسية اليوم الجمعة، بينما حوّم اليورو قرب أعلى مستوى في عام، إذ زادت توقعات المتعاملين لنهاية وشيكة لدورة رفع أسعار الفائدة الأميركية وسط علامات على تباطؤ التضخم.

وأظهرت بيانات من وزارة العمل الأميركية، أمس الخميس، انخفاض مؤشر أسعار المنتجين بأكبر قدر في نحو 3 سنوات الشهر الماضي، وذلك بعد يوم من بيانات التضخم التي أشارت إلى اعتدال في أسعار المستهلكين.

وانخفض الدولار مجدداً بعد صدور بيانات أمس الخميس، وهبط مؤشره إلى أدنى مستوى في شهرين عند 100.84 في الجلسة السابقة. وسجل 100.95 في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم، ويتجه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بأكثر من 1%، وهو أكبر تراجع منذ يناير/ كانون الثاني.

موقف
التحديثات الحية

وارتفع اليورو 0.07% إلى 1.1055 دولار، بعد أن صعد إلى أعلى مستوى في عام عند 1.1068 دولار أمس الخميس. وكان الجنيه الإسترليني أيضاً قريباً من أعلى مستوى في 10 أشهر وسجل في أحدث تعاملات 1.2526 دولار. وظل الدولار الأسترالي مدعوماً وسجل نحو 0.6788 دولار اليوم، بفضل بيانات صينية إيجابية إلى جانب تقرير التوظيف القوي لشهر مارس/آذار في أستراليا. وغالباً ما يُستخدم الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي كسيولة بديلة عن اليوان الصيني.

وارتفع الدولار النيوزيلندي أيضاً 0.13% إلى 0.6305 دولار في التعاملات الآسيوية. وزاد الين الياباني قليلاً إلى 132.44 للدولار، في حين ارتفع اليوان في الخارج نحو 0.1% إلى 6.8635 للدولار.

توقعات المعروض ترفع أسعار النفط العالمية

وفي سوق البترول، عادت أسعار النفط إلى التراجع، اليوم الجمعة، بعدما حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها الدول المنتجة في "أوبك+" قد تزيد من عجز المعروض النفطي وتضر بالمستهلكين.

وبحلول الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش، انخفض سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 10 سنتات، أو 0.12%، إلى 85.99 دولاراً. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات، أو 0.06%، إلى 82.11 دولاراً.

ومن المتوقع أن يسجل الخامان القياسيان مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي في ظل تهدئة المخاوف من الأزمة المصرفية التي وقعت الشهر الماضي والقرار المفاجئ بزيادة خفض الإنتاج الذي اتخذته الأسبوع الماضي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون بقيادة روسيا، أو مجموعة "أوبك+".

وعلى جانب الطلب، أشار التقرير الشهري لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الذي صدر أمس الخميس، إلى مخاطر تراجع الطلب على النفط في الصيف، عازيا ذلك إلى نمو أضعف وتشديد السياسة النقدية وعدم الاستقرار في القطاع المالي العالمي.

لكن صدرت بيانات التجارة الصينية الخميس، وأظهرت ارتفاع واردات النفط الخام 22.5% على أساس سنوي في مارس، مما عزز الآمال حيال التعافي الاقتصادي الصيني. وتأتي المستويات المرتفعة قليلاً للأسعار اليوم، في نهاية أسبوع وصل فيه الخامان القياسيان إلى أعلى مستوياتهما في أكثر من شهرين بفضل بيانات تظهر تباطؤ التضخم الأميركي وضعف الدولار.

مؤشرات الأسهم

وفي بورصات الأسهم، ارتفعت المؤشرات الأوروبية، اليوم، مقتربة من تسجيل مكاسب أسبوعية للأسبوع الرابع على التوالي، مدعومة بالآمال في أن يوقف مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قريباً رفع أسعار الفائدة بعد تسجيل تضخم أقل من المتوقع في مارس.

وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3% بحلول الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش، بعد أن أظهرت بيانات خلال الليل تراجع أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في مارس. وقاد مؤشر أسهم قطاع العقارات المكاسب مرتفعاً 0.7%، في حين تراجعت أسهم قطاع التأمين 0.6%. واحتفظ المؤشر ستوكس 50 للأسهم القيادية بأعلى مستوياته في 22 عاما الذي سجله يوم الأربعاء وصعد 0.3%.

وفي طوكيو، ارتفع المؤشر نيكاي الياباني للجلسة السادسة على التوالي اليوم، في أطول سلسلة مكاسب متتالية منذ يوليو/ تموز مدعوماً بارتفاع "وول ستريت" خلال الليل وصعود سهم "فاست ريتايلينغ" المالكة لمتاجر "يونيكلو". وأغلق نيكاي على ارتفاع 1.2% عند 28493.47 نقطة وسجل ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 3.54% وهو الأكبر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون