أسوأ المدن للهجرة إليها وأفضلها، هو أول ما يتبادر إلى ذهنك حين تبدأ بالتفكير في الهجرة والعمل في الخارج، خصوصاً إذا كنت تقوم بتهجير أسرتك. ولعل السؤال الأكبر على الإطلاق هو: "إلى أين نذهب؟". حاولت وكالة "بلومبيرغ" الإجابة عن هذا السؤال، من خلال عرض نتائج استطلاع جودة المعيشة لعام 2023 الذي أجرته شركة الاستشارات العالمية ميرسر للمغتربين.
وفي حين احتفظت العاصمة النمساوية فيينا بمكانتها على رأس القائمة، التي نُشرت آخر مرة في أيام ما قبل الوباء عام 2019، فإن لائحة أسوأ المدن للهجرة إليها تزعمتها الدول العربية، حيث صُنِّفت الخرطوم كأكثر الدول غير الملائمة للعيش، وبعدها بغداد مباشرة.
وقامت ميرسر بتحليل الظروف المعيشية في أكثر من 450 مدينة حول العالم، وبحثت في 39 عاملاً، بما في ذلك البيئة السياسية والاجتماعية والصحة والتعليم والترفيه والإسكان.
وفي التفاصيل، حصلت مدينة زيوريخ السويسرية، على المركز الثاني، لاستقرارها السياسي وبنيتها التحتية عالية الجودة، بينما على الجانب الآخر من العالم، أُشيد بأوكلاند لمعاييرها العالية في الرعاية الصحية والديناميكية الثقافية.
واحتلت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن وجنيف السويسرية المركزين الرابع والخامس. ومن بين المدن العشر الأولى التي تهيمن عليها مدن أوروبا الغربية إلى حد كبير، كانت مدينة فانكوفر الكندية، وهي المدخل الوحيد لأميركا الشمالية، حيث احتلت المركز الثامن وتمت الإشادة بها بسبب "استجمامها في الهواء الطلق وحياتها العالمية".
وكانت مدينة سنغافورة هي الدولة الآسيوية الأعلى تصنيفاً، حيث تعادلت في المركز الـ29 مع أديلايد، بينما احتلت هونغ كونغ المركز الـ77 في قائمة تضم 241 وجهة.
واحتلت نيويورك المرتبة الـ40، بفارق ثلاث نقاط عن سان فرانسيسكو. وتصدرت لندن مدن المملكة المتحدة في المركز الـ45، مع أبردين في المركز الـ49 وإدنبرة في المركز الـ51.
وكانت دبي أعلى مدينة في الشرق الأوسط تصنيفاً، في المركز الـ79، فيما كانت عاصمة موريشيوس بورت لويس المدينة الأولى في أفريقيا.
واحتلت سيدني المركز التاسع، وجاءت ملبورن وبيرث في المركزين الـ21 والـ22 على التوالي.
وفي أسفل القائمة، في المركز الـ241، جاءت العاصمة السودانية الخرطوم على أنها أسوأ المدن للهجرة، وبعدها العراق، وحلّت صنعاء في المرتبة الرابعة، ودمشق في السابعة، وطرابلس الليبية في المرتبة التاسعة.
وقالت إيفون ترابر، الرئيسة العالمية لقسم التنقل في شركة ميرسر: "يتأثر المشهد العالمي الحالي بالاضطرابات الجيوسياسية والكوارث الطبيعية والتحديات الاقتصادية الأخرى، وكلها لها آثار كبيرة على المدن وقدرتها على جذب المواهب والاحتفاظ بها".
وأضافت: "يعيد العديد من الموظفين النظر في أولوياتهم، ويقيّمون نوعية الحياة المقدمة لهم ولأسرهم في الأماكن التي يعيشون ويعملون فيها".