واصلت الأسهم الأميركية ارتفاعاتها يوم الخميس، بعد انحسار مخاوف امتداد أزمة البنوك الإقليمية إلى قطاعات أخرى من الاقتصاد، ليقود مؤشر ناسداك الارتفاعات، مع استمرار المستثمرين في شراء أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، باعتبارها ملاذاً آمناً، حال ظهور مخاوف جديدة في الأسواق.
وخلال تعاملات اليوم، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 140 نقطة، مثلت 0.43% من قيمته، وارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.57%، بينما حقق مؤشر ناسداك ما يقرب من ثلاثة أرباع النقطة المئوية من الارتفاعات.
وتراجع مؤشر VIX، المقياس المفضل لوول ستريت لقياس مدى اضطراب مؤشر إس آند بي 500 خلال الثلاثين يومًا القادمة، إلى المستوى 19، منخفضاً من مستوى 30، الذي سجله منتصف الشهر الجاري، في أعقاب انهيار بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر، واقتراب المصارف الإقليمية الأميركية من أزمة سيولة حادة.
وعلى نحو متصل، زادت مطالبات تعويضات البطالة الأسبوعية بمقدار 7000 إلى 198 ألفا، مما زاد من الآمال بإبطاء مجلس الاحتياط الفيدرالي حملته التشديدية، إذا ما استمر سوق العمل في التباطؤ.
وارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس أيضاً لأعلى مستوى في نحو ثلاثة أسابيع، مدعومة بنتائج إيجابية من شركة التجزئة العملاقة "إتش اند إم"، وموجة صعود الأسهم الأميركية هذا الأسبوع.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم مرتفعاً بنسبة 1.1%، ليسجل أعلى مستوياته منذ العاشر من مارس/آذار، مقتفيا أثر تعافي الأسواق العالمية. وقفز قطاع العقارات في أوروبا 3.7%.
وارتفع مؤشر القطاع المصرفي 1.5% إلى أعلى مستوياته في أسبوع، مع تحمس المستثمرين بعد بيع أصول بنك سيليكون فالي الأميركي المنهار، واستحواذ "يو.بي.إس" على بنك كريدي سويس المتعثر.
وقفز سهم "إتش اند إم" 16.3%، متصدرا المكاسب على مؤشر ستوكس 600، بعدما أعلنت ثاني أكبر شركة لبيع الملابس في العالم تحقيق أرباح تشغيلية مفاجئة للفترة من ديسمبر/كانون الأول إلى فبراير/ شباط. وارتفع مؤشر قطاع التجزئة 3.7%.
وارتفعت أسعار النفط أكثر من 1% اليوم الخميس مدعومة بانخفاض مخزونات الخام الأميركية، وتوقف الصادرات من إقليم كردستان العراق، وهو ما طغى على أثر انخفاض الإمدادات الروسية بدرجة أقل من المتوقع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 99 سنتا، بما يعادل 1.3%، إلى 79.27 دولارا للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.40 دولار، أو 1.9%، إلى 74.37 دولارا للبرميل، عند التسوية.
وتعززت الأسعار بعدما أفادت بيانات من شركات منتجة للنفط بأنها أوقفت أو قلصت الإنتاج في عدد من حقول النفط بإقليم كردستان شبه المستقل بشمال العراق بعد وقف تصدير الخام من خط أنابيب بشمال العراق، مع توقع مزيد من حالات التعطل في المستقبل.
واضطر العراق إلى وقف نحو 450 ألف برميل يوميا من صادرات النفط الخام، أو ما يعادل 0.5% من إمدادات النفط العالمية، من إقليم كردستان يوم السبت عبر خط أنابيب يمتد من حقوله النفطية في شمال كركوك إلى ميناء جيهان التركي.
لكن محللين من سيتي قالوا اليوم "التغييرات في السياسة الداخلية للعراق قد تؤدي إلى تسوية سياسية دائمة في القريب العاجل"، وأشاروا في تقديرات إلى أن تدفقات خطط الأنابيب قد تزيد بنحو 200 ألف برميل يوميا.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في تقرير أمس الأربعاء، إن مخزونات النفط الخام الأميركية هبطت على غير المتوقع في الأسبوع المنتهي في 24 مارس/آذار إلى أدنى مستوى لها في عامين.
وانخفضت مخزونات الخام 7.5 ملايين برميل، بينما كان المحللون يتوقعون في استطلاع لرويترز زيادة 100 ألف برميل.
وعوضت هذه العوامل الاتجاه الهبوطي، بعد انخفاض بأقل من المتوقع في إنتاج النفط الخام الروسي في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر مارس/آذار.
وقالت مصادر مطلعة على البيانات لرويترز إن الإنتاج تراجع 300 ألف برميل يوميا مقارنة بخفض مستهدف عند 500 ألف برميل يوميا أو نحو 5% من الإنتاج الروسي.
وتترقب الأسواق الآن بيانات الإنفاق والتضخم الأميركية المقرر صدورها غدا الجمعة وتأثيرها على الدولار الأميركي.