تخلت الأسهم الأوروبية عن مكاسبها المبكرة اليوم الجمعة، وسجلت أكبر انخفاض أسبوعي لها في خمسة أشهر، بعدما فشلت إجراءات داعمة، اتخذتها الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا، في تهدئة المخاوف من حدوث أزمة مصرفية عالمية.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم منخفضاً 1.3%، متأثراً بانخفاض المؤشرات الفرعية لقطاعات البنوك وشركات التأمين والخدمات المالية.
وخسر مؤشر قطاع البنوك 2.6% مع تراجع أسهم بنك إتش.إس.بي.سي وبي.إن.بي باريبا وأليانز ويو.بي.إس غروب ما بين 1% - 3%.
وخسر المؤشر ستوكس 600 نحو 4% هذا الأسبوع، مع نزول أسهم البنوك 11.5%، بعدما أثار انهيار بنوك أميركية وأوروبية قلق المستثمرين بشأن وضع القطاع المالي.
ورغم اتفاقه على حصوله على حزمة إنقاذ من البنك الوطني (المركزي) السويسري بمبلغ يتجاوز 54 مليار دولار، تراجع سهم بنك كريدي سويس اليوم الجمعة بنسبة تجاوزت 8%، بعد ارتفاعه في الجلسة السابقة مع الإعلان عن الاتفاق، ما أدى إلى تراجع أسعار أسهم أغلب المؤسسات المالية الأوروبية.
ودفع تدخل السلطات السويسرية هذا الأسبوع، والتي أكدت أيضًا أن بنك كريدي سويس استوفت متطلبات رأس المال والسيولة المفروضة على "البنوك المهمة على مستوى النظام"، سهم البنك للارتفاع بأكثر من 18% يوم الخميس بعد أن أغلقت عند أدنى مستوى لها على الإطلاق يوم الأربعاء.
وهذا الأسبوع، ارتفعت تكلفة التأمين على قروض البنك السويسري إلى نحو 3800 نقطة أساس (38%)، وفقاً لقناة سي إن بي سي الإخبارية، بعد أن أعلن رئيس البنك الأهلي السعودي عدم قدرة بنكه، أكبر مالك لأسهم البنك السويسري، على شراء كميات إضافية من أسهم البنك، بسبب إجراءات تنظيمية داخلية.
وعرض كريدي سويس إعادة شراء ما قيمته حوالي 3 مليارات فرنك من الديون، فيما يتعلق بـ 10 سندات دين كبيرة مقومة بالدولار الأمريكي وأربعة سندات دين كبيرة مقومة باليورو.
ويخضع البنك السويسري لعملية إصلاح إستراتيجية ضخمة، تهدف إلى استعادة الاستقرار والربحية بعد سلسلة من الخسائر والفضائح المحاسبية.
ومع ذلك ، يبدو أن أسواق رأس المال وأصحاب المصلحة غير مقتنعين، كما ظهر في تراجع سعر سهم البنك، وفي حدوث "تخارج كبير" من الأصول الخاضعة لإدارة البنك، حيث خسر حوالي 38% من ودائعه في الربع الأخير من عام 2022.
(رويترز، العربي الجديد)