أسعار النفط في مرمى حرب التوقعات... بنوك استثمار ترجح الانخفاض

13 أكتوبر 2022
بنوك استثمار تتوقع تراجع الطلب على النفط (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ أسعار النفط أضحت في مرمى حرب نفسية، بعد قرار تحالف "أوبك+" خفض الإنتاج مليوني برميل يومياً، إذ توالت تحذيرات بنوك استثمار ومؤسسات مالية أميركية وعالمية من تراجع الطلب على الخام وانخفاض الأسعار بشكل حاد، ليصل في أحد السيناريوهات إلى 60 دولاراً لبرميل برنت، وذلك في تحول سريع لتقييم مستويات الأسعار، إذ سبق أن توقعت بنوك أميركية قبل قرار "أوبك+" بأيام، أن ترتفع إلى نحو 125 دولاراً للبرميل، على الرغم من مخاوف التباطؤ العالمي الذي يصل إلى حد الركود في أجزاء من الاقتصادات الكبرى.

وأثار قرار تحالف "أوبك+"، الأسبوع الماضي، خفض الإنتاج بمعدلات عالية غضب الولايات المتحدة، إذ قال الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، الثلاثاء، إنه "ستكون هناك عواقب" على السعودية (أكبر مصدر للنفط في العالم) بسبب قرارها في إطار تحالف "أوبك+" خفض حصص الإنتاج.

وقبل أيام قليلة من قرار "أوبك+"، لفتت بنوك استثمار عالمية، إلى أن الطلب على النفط لا يزال قوياً على عكس ما يشاع من تباطؤ الطلب، ما يؤشر إلى ارتفاع الأسعار بين 95 دولاراً للبرميل و125 دولاراً بنهاية العام الجاري.

ذروة الأسعار

توقع بنك مورغان ستانلي الاستثماري الأميركي نهاية سبتمبر/أيلول أن يرتفع سعر خام برنت في لندن إلى 95 دولاراً للبرميل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2022، بينما توقع بنك "جيه بي مورغان" وصول السعر إلى 101 دولار للبرميل، ورجح بنك "غولدمان ساكس" بلوغ مستوى 125 دولاراً للبرميل، مقتربا من ذروة الأسعار التي سجلها الخام بعد أيام من اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا.

لكن بعد أيام قليلة من قرار التحالف الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة أوبك وكبار المنتجين من خارجها على رأسهم روسيا، توالت توقعات لبنوك استثمار عالمية تتخذ من الولايات المتحدة مقرات رئيسية لها بانخفاض الأسعار بأكثر من الثلث من المستويات الحالية بحلول منتصف العام المقبل، مشيرة إلى أن ذلك يرجع إلى توقعات بتعمق الركود الاقتصادي وتراجع الطلب على الخام، بينما تظهر في المقابل تقارير تشير إلى استمرار وتيرة الطلب دون تغيير بل يرتفع من قبل الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ووفق بنك الاستثمار العالمي "آر بي سي كابيتال ماركتس" فإن هناك عدة سيناريوهات لأسعار النفط منها ما يتعلق بـ"سيناريو الركود العميق"، والذي قد يصل خلاله خام برنت إلى 60 دولاراً للبرميل بحلول منتصف 2023، لافتة في بحث، أمس الأربعاء، بحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية إلى احتمالين آخرين، وهما سيناريو الضعف الاقتصادي الذي تتراوح فيه الأسعار بين 90 و95 دولاراً للبرميل، وسيناريو الإقبال على المخاطرة الذي تصل خلاله الأسعار إلى ما بين 115 و120 دولاراً للبرميل في منتصف 2023.

وقبل تقييم "آر بي سي كابيتال ماركتس" بيومين، أشارت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إلى أنّ آفاق الركود الاقتصادي ستقود إلى تراجع الطلب على النفط، متوقعة انخفاض أسعار النفط على المديين المتوسط والطويل.

الأسوأ لم يأتِ بعد

في السياق، قال صندوق النقد الدولي في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، يوم الثلاثاء، إنّ "الأسوأ لم يأتِ بعد" للاقتصادات الثلاثة الكبرى عالمياً، الولايات المتحدة الأميركية والصين والاتحاد الأوروبي، إذ خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2023 بنسبة 0.2% مقارنة بتوقعات يوليو/تموز، ليصل إلى 2.7%، مشيراً في الوقت عينه إلى وجود احتمالات بأن يهبط النمو الاقتصادي العالمي دون 2% العام المقبل.

وأربكت هذه التقييمات الاقتصاد العالمي والطلب على النفط ومستويات الأسعار خلال الفترة المقبلة، إذ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت يوم الثلاثاء الماضي بنسبة 2%، لكنها عادت، أمس، لتعوض بعض خسائرها مقتربة من 95 دولاراً للبرميل.

وقالت سوجاندا ساشديفا نائبة رئيس أبحاث السلع الأولية والعملات في ريليغير للسمسرة لرويترز : "ستكتسب أسعار النفط الخام مزيدا من الزخم بعد تراجع لفترة قصيرة، ويمكن أن تتجه صعودا نحو 104 دولارات للبرميل لخام برنت وحوالي 98 دولارا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي وسط شح المعروض نتيجة خفض الإنتاج بقيادة أوبك وحلفائها والمشاكل المتعلقة بإنتاج النفط الروسي".

زيادة واردات الصين من النفط

وعلى خلاف توقعات صندوق النقد الدولي بتباطؤ الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتأثير ذلك على الطلب على النفط، أشارت شركة "أويل إكس" لتحليلات الطاقة، إلى زيادة واردات الصين من النفط الخام لتصل إلى 10.19 ملايين برميل يومياً في سبتمبر/أيلول، بزيادة 650 ألف برميل يومياً عن أغسطس/آب، بحسب ما نقلت نشرة "أويل برايس" المتخصصة في الطاقة.

ويمكن اعتبار الزيادة في واردات النفط الخام كعلامة على انتعاش الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة. مع ذلك، فإنّ التقارير الأخيرة حول وضع كورونا في الصين قد تكون مدعاة للقلق، وفق نشرة الطاقة الأميركية.

المساهمون