أسعار الغاز الطبيعي تتراجع وسط توقعات بانخفاض درجات الحرارة في الولايات المتحدة

18 سبتمبر 2024
الغاز الطبيعي الأميركي، ولاية بنسلفانيا 6 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تراجع أسعار الغاز الطبيعي وتأثيرات الطقس**: انخفضت أسعار الغاز الطبيعي بعد توقعات بانخفاض درجات الحرارة في الولايات المتحدة، مما يقلل الطلب على مكيفات الهواء.

- **إنتاج واستهلاك الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة**: بلغ إنتاج الغاز الجاف 99.3 مليار قدم مكعبة يوميًا، بينما ارتفع الطلب إلى 72.0 مليار قدم مكعبة يوميًا. انخفض إنتاج الكهرباء بنسبة 8.05% مما يؤثر على الطلب على الغاز.

- **التحديات والفرص الاقتصادية**: تراجع أسعار الغاز يمثل تحديًا للدول المصدرة ويزيد العجز المالي، بينما تستفيد الدول المستوردة من انخفاض الأسعار لتخفيف الضغوط التضخمية.

تراجعت أسعار الغاز الطبيعي يوم الثلاثاء من أعلى مستوى لها في نحو عشرة أسابيع، بالتزامن مع ظهور تصفيات طويلة الأجل في العقود الآجلة للغاز الطبيعي، على خلفية توقعات انخفاض درجات الحرارة في الولايات المتحدة، ما يحد الطلب على الغاز الطبيعي من مزودي الكهرباء لتشغيل مكيفات الهواء. وقالت شركة تحليل وتوقع أسعار الطاقة ماكسار تكنولوجيز يوم الثلاثاء إن توقعات 11- 15 يومًا للنصف الشرقي من الولايات المتحدة تتجه نحو البرودة مقارنة بالتوقعات السابقة.

وبلغ إنتاج الغاز الجاف في الولايات الـ48 السفلى يوم الثلاثاء 99.3 مليار قدم مكعبة يوميًا، بتراجع بلغت نسبته 1.4% على أساس سنوي، وفقًا لـ BNEF، وهي وحدة تابعة لوكالة بلومبيرغ تقدم أبحاثًا في مجالات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا النظيفة، وأسواق الطاقة التقليدية مثل الغاز والنفط. وبلغ الطلب على الغاز في الولايات الـ48 السفلى يوم الثلاثاء 72.0 مليار قدم مكعبة يوميًا، بزيادة بنسبة 5.4% على أساس سنوي، كما بلغ صافي تدفقات الغاز الطبيعي المسال إلى محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال الأميركية يوم الثلاثاء 13.1 مليار قدم مكعبة يوميًا، بزيادة نسبتها 2.9% على أساس أسبوعي)، وفقًا لنفس الوحدة.

وعادة ما يكون لانخفاض إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة تأثير سلبي على الطلب على الغاز الطبيعي من قبل شركات المرافق. وأفاد معهد إديسون للكهرباء يوم الأربعاء الماضي بأن إجمالي إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 7 سبتمبر/أيلول انخفض بنسبة 8.05% على أساس سنوي إلى 82,941 غيغاواط ساعة، على الرغم من أن إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة في فترة 52 أسبوعًا المنتهية في 7 سبتمبر ارتفع بنسبة 1.46% على أساس سنوي إلى 4,141,562 غيغاواط ساعة.

وتوقع تقرير إدارة معلومات الطاقة الأسبوعي الصادر يوم الخميس الماضي ارتفاعاً في أسعار الغاز الطبيعي، حيث ارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي للأسبوع المنتهي في 6 سبتمبر بمقدار 40 مليار قدم مكعبة فقط، وهو أقل من التوقعات بنحو 48 مليار قدم مكعبة، وأقل بكثير من متوسط ​​تلك المخزونات في 5 سنوات لهذا الوقت من العام، والبالغ 67 مليار قدم مكعبة. واعتبارًا من 6 سبتمبر، ارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي بنسبة 5.7% على أساس سنوي وكانت أعلى بنسبة 9.6% من متوسطها الموسمي لمدة 5 سنوات، مما يشير إلى إمدادات وفيرة من الغاز الطبيعي. وفي أوروبا، كانت خازنات الغاز ممتلئة بنسبة 93% اعتبارًا من 15 سبتمبر، وهو أعلى من متوسط ​​الموسم لمدة 5 سنوات، والبالغ 88% في هذا الوقت من العام. 

وقالت شركة بيكر هيوز يوم الجمعة الماضي إن عدد منصات حفر الغاز الطبيعي النشطة في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر ارتفع بمقدار 3 منصات إلى 97 منصة، متعافية من أدنى مستوى لها في 3 سنوات وثلث الأسبوع السابق عند 94 منصة. وقد تراجعت منصات الحفر النشطة منذ تسجيل أعلى مستوى لها في 5 سنوات عند 166 منصة في سبتمبر 2022، ارتفاعًا من أدنى مستوى قياسي في عصر الوباء عند 68 منصة تم نشره في يوليو/تموز 2020. ويرجع تاريخ تلك الإحصائيات إلى بيانات تمتد تاريخياً حتى عام 1987.

وكشفت ثورة النفط الصخري عن احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما جعلها تتجاوز قطر وأستراليا كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العام الماضي. ومن المتوقع أن تتضاعف شحنات الغاز في الولايات المتحدة بحلول نهاية العقد، مع النمو السريع للطلب عبر آسيا، وتحرك أوروبا لاستبدال الغاز الروسي المنقول عبر خطوط الأنابيب.

وشهدت أسعار الغاز الطبيعي تراجعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مما أثار اهتمام الأسواق العالمية والاقتصادات المعتمدة على استهلاك الغاز. ويعتبر هذا التراجع تحولاً كبيرًا بعد فترة طويلة من ارتفاع الأسعار التي صاحبت الأزمات العالمية، بما في ذلك جائحة كوفيد 19 والصراع في أوكرانيا. وبعد الأزمة التي أثرت على إمدادات الغاز، خاصة في أوروبا، بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، عملت العديد من الدول على تنويع مصادرها، كما زاد الإنتاج من مصادر أخرى مثل الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، مما أدى إلى فائض في العرض وانخفاض الأسعار.

ويعمل العديد من الدول على تعزيز استخدام الطاقة المتجددة لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري. ومع تزايد الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة مثل الشمس والرياح، أصبح الطلب على الغاز الطبيعي أقل مما كان عليه في السنوات السابقة. وبالإضافة إلى ذلك، تسبب التباطؤ الذي تشهده بعض الاقتصادات الكبرى، خاصة في أوروبا وآسيا، في انخفاض الطلب الصناعي على الغاز، كما أسهمت السياسات الاقتصادية التي تهدف إلى تقليل التضخم في تقليل الطلب على الطاقة بشكل عام.

ويمثل تراجع أسعار الغاز تحديًا للدول التي تعتمد بشكل كبير على صادرات الغاز كمصدر رئيسي للدخل، ومنها روسيا وقطر والجزائر، حيث تواجه تراجعًا في عائداتها، مما قد يؤدي إلى تحديات اقتصادية داخلية مثل تراجع إيرادات الميزانية وزيادة العجز المالي. أما الدول المستوردة للغاز، فتجد في تراجع الأسعار فرصة لتخفيف الضغوط التضخمية، حيث يمكن لانخفاض تكاليف الطاقة المساعدة في خفض تكاليف الإنتاج الصناعي وتقليل فاتورة استيراد الطاقة، مما يساهم في استقرار الأسعار محلياً.

المساهمون