أسعار الصلب في مرمى أزمة العقارات الصينية والفائدة الأميركية

11 سبتمبر 2024
مصنع لدائن حديد وصلب في الصين، 14 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

توقع تقرير بنشرة "أويل برايس" المتخصصة أن يواصل ركود قطاع البناء والإنشاءات في الصين تداعياته السالبة على أسعار الصلب العالمية التي تعيش أسوأ أوضاعها بسبب ضعف الطلب في كل من الولايات المتحدة والصين.

وشهد قطاع العقارات في الصين، والذي يمثل جزءاً كبيراً من استهلاك الصلب، انخفاضاً في المشاريع الجديدة، حيث أثرت القيود التي فرضتها الحكومة على تمويل المطورين بشكل كبير على السوق.

ووفق تقرير نشرة "أويل برايس" الصادر مساء الثلاثاء، فقد أدت أزمة الإنشاءات الصينية إلى انخفاض كبير في الطلب على الفولاذ وقضبان التسليح الفولاذية في العالم، وهي مكونات أساسية للإنشاءات الثقيلة. ويقول التقرير، بالنسبة لحديد التسليح الصيني، إن الأسعار انخفضت بنحو 7% خلال شهري أغسطس /آب وأوائل سبتمبر/أيلول. وفي الوقت نفسه، قد يتسبب الطلب المحلي الضعيف المستمر بالصين في فائض العرض الذي امتد إلى الأسواق العالمية.

وشهدت سوق الصلب تراجعاً مماثلاً، حيث انخفضت الأسعار الصينية بنسبة ما بين 7% و8% تقريباً في الفترة من أغسطس/آب إلى سبتمبر/أيلول. ويعكس هذا أيضاً التباطؤ الأوسع في البنية التحتية والبناء في قطاع العقارات في الصين.

ووفق التقرير، يستمر ضعف الطلب الصيني على الصلب في التأثير على الطلب العالمي أيضاً. ويرجع ذلك أساساً إلى أن الصين مسؤولة عن أكثر من نصف إنتاج العالم من الصلب. ومع إغراق الموردين الصينيين الأسواق الدولية بمنتجات الصلب الفائضة، تشهد الاقتصادات الكبرى الأخرى ضغوطاً على أسعار الصلب.

وهذا يعني أن البلدان التي تعتمد بشكل كبير على واردات الصلب تشهد الآن انخفاضات في أسعار مواد البناء، وهو ما يمكن أن يفيد صناعات مثل العقارات والبنية التحتية في بعض الدول النامية. ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه يهدد أيضاً بخلق اختلالات في التجارة العالمية. ومع عدم إظهار الحكومة الصينية أي علامات على تخفيف قيود التمويل للمطورين، فمن غير المرجح أن يشهد قطاع البناء الصيني انتعاشاً سريعاً.

وتتوقع نشرة "أويل برايس" أن تشهد قضبان التسليح والفولاذ تراجعات مماثلة. وبدون انتعاش واضح في مشاريع البنية التحتية داخل الصين، من المرجح أن يستمر فائض المعروض من الصلب في السوق العالمية، وهو ما يبقي الأسعار منخفضة حتى نهاية العام، ويهدد بشكل أكبر منتجي الصلب المحليين في البلدان الأخرى، الذين لا يستطيعون التنافس مع مثل هذا الانخفاض في الأسعار.

وقال التقرير، في هذا الصدد، إن صناعة البناء والتشييد في الولايات المتحدة تجد نفسها حالياً في وضع محفوف بالمخاطر، حيث ألقت أسعار الفائدة المرتفعة التي حددها مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي بظلالها على القطاع، ما أدى إلى إضعاف المشاريع السكنية والتجارية الجديدة ودفع المطورين إلى الهامش. ومع ذلك، فإن توقع تخفيضات أسعار الفائدة من المتوقع أن تبدأ في الربع الأخير من العام الجاري.

وعلى مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، أدت تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تباطؤ وتيرة البناء في الولايات المتحدة. وبما أن معدلات الرهن العقاري المرتفعة أدت إلى ردع المشترين، فقد قام المطورون، الذين يواجهون تكاليف تمويل مرتفعة للغاية، بتقليص المشاريع بشكل كبير.

ووفق النشرة المتخصصة، انخفض الإنفاق على البناء للمرة الأولى منذ أكثر من عام في منتصف عام 2024، ما يشير إلى تزايد الإرهاق في جميع أنحاء الصناعة. وتحمل قطاع الأعمال صعوبات جمة، حيث انخفض الإنفاق على متاجر البيع بالتجزئة والمرافق الطبية والمكاتب. وفي الوقت نفسه، أدى ارتفاع كلفة الرهن العقاري إلى تثبيط المطورين وأصحاب المنازل المحتملين، وهو ما أثر سلباً على البناء السكني.

المساهمون