أسبوع عصيب للروبل الروسي... مخاوف من عصا العقوبات الأميركية

28 مارس 2021
الروبل قد يواصل تراجعه حال فرض عقوبات على موسكو (Getty)
+ الخط -

عاشت العملة الروسية الروبل أسبوعا عصيباً، وسط تفاقم المخاطر الجيوسياسية بعد تصعيد الرئيس الأميركي، جو بايدن، لهجته ضد نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وتزايد التوقعات بتشديد عصا العقوبات الأميركية على روسيا.

وتراجع سعر صرف الروبل في تعاملات بورصة موسكو إلى ما يقارب 76 روبلاً للدولار الواحد بحلول نهاية الأسبوع، مقابل 73 روبلاً في نهاية الأسبوع السابق.

وواصل الروبل الروسي تراجعه بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى الصين يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، والتي وجه خلالها انتقادات إلى سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه بلاده، وتحدث عشيتها عن عزم موسكو وبكين تعزيز الاستقلالية في المجال المالي، لاسيما عن طريق الابتعاد عن استخدام الدولار ونظم الدفع التي يسيطر عليها الغرب.

وفي هذا الإطار، يعتبر كبير المحللين في مجموعة "تيلي تريد" للتداول، مارك غويخمان، أن الروبل سقط ضحية لمجموعة من العوامل التي أدت مجتمعة إلى تراجع الطلب على الأصول الروسية والروبل.

ويقول غويخمان في حديث لـ"العربي الجديد": "جاءت العوامل السلبية للروبل مكملة لبعضها هذا الأسبوع، لتحل محل التفاؤل الذي ساد في فبراير/شباط الماضي وفي وقت سابق من مارس/آذار الجاري.

وعلى خلفية تصاعد خطاب بايدن المعادي لروسيا انتشرت شائعات متداولة حول قرب فرض عقوبات أميركية على الدين العام الروسي أو استخدام منظومة "سويفت" للتحويلات المالية. و"صبت تصريحات لافروف زيتا على النار أيضا، مما أدى إلى تراجع الطلب على السندات والأصول الروسية والروبل"، وفق المحلل الروسي.

وحول عوامل سلبية أخرى أثرت على الروبل، يضيف غويخمان: "شهدت أوروبا نشوء الموجة الثالثة من جائحة كورونا وصعوبات مع التطعيم، مما أحدث تغيراً في أمزجة المستثمرين وخفّض من ميولهم للمخاطر، أضف إلى ذلك تراجع أسعار النفط بعد زيادة الاحتياطات في الولايات المتحدة بمقدار 2.9 مليون برميل. وفي تركيا، أدى القرار المفاجئ للرئيس رجب طيب أردوغان إقالة رئيس المصرف المركزي إلى اندلاع أزمة انهيار العملة الوطنية التي جرّت خلفها عملات الأسواق الناشئة".

ويرى أنه في حال تفاقم العوامل السابقة وفرض عقوبات جادة على روسيا، فإن الروبل قد يواصل تراجعه إلى مستوى 80 روبلاً للدولار مقابل استقراره بين 73 و78 روبلاً للدولار بحلول بداية إبريل/نيسان المقبل في حال لم تتحقق هذه التوقعات واستقرت حملات التطعيم ونشاط الأعمال في أوروبا.

يذكر أن العلاقات الروسية الغربية تشهد توترا ملحوظا في الفترة الأخيرة بعد تأكيد بايدن في مقابلة مع قناة "إيه بي سي نيوز" الأميركية مؤخراً، أنه توعد في اتصال مع بوتين بالرد في حال تأكد التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وأجاب بـ"نعم" عن سؤال ما إذا كان يعلم أن بوتين "قاتل"، وهي تصريحات ردت عليها موسكو باستدعاء سفيرها لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، للتشاور.

المساهمون