أزمة مواصلات تخنق السوريين في دمشق بسبب شح المحروقات

02 ابريل 2021
أزمات الوقود والغلاء الفاحش تقلق السوريين خاصة مع اقتراب شهر رمضان (فرانس برس)
+ الخط -

لم تعد منال قادرة على الوصول إلى كلية الهندسة المدنية حيث تدرس في العاصمة السورية دمشق، بعد توقف شبه تام للمواصلات العامة بسبب تخفيض النظام لمخصصات المحروقات للسيارة العامة والخاصة منذ عدة أيام.

تقول منال: "أفضّل عدم الذهاب إلى الجامعة على الانتظار الطويل على الطرقات، أو الصعود في الحافلات الخضراء التابعة للدولة والتي يُحشر فيها عدد كبير من الركاب". وتضيف منال، التي تقطن في إحدى ضواحي العاصمة دمشق، أن التنقل من دمشق وإليها بات عبئا يُضاف إلى جملة الأعباء الخانقة التي يعاني منها السوريون في الداخل.

وعادت طوابير الانتظار أمام محطات الوقود في العاصمة السورية دمشق مجددا مع تفاقم أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام السوري، الذي أعلن منذ أيام تخفيض المخصصات من البنزين للسيارات الخاصة ووسائل النقل العامة، وهو ما خلق أزمة مواصلات، حيث تكاد تخلو دمشق من وسائط النقل العمومي.

وذكرت مصادر محلية في دمشق لـ"العربي الجديد"، أن مئات السيارات تقف في طوابير أمام محطات الوقود، مضيفة: بات المشهد مألوفا في العاصمة وبقية المدن السورية.

وأشارت إلى أن "الحالة المزرية التي وصلنا إليها دفعت سائقي سيارات نقل عامة للتشاجر أمام المحطات وصلت إلى حد استخدام السلاح الأبيض"، مضيفة: "من يملك سيارات نقل عمومية إذا لم يحصل على البنزين فقد توقف عمله تماما، ما يعني حرمانه وأهله من الطعام، وخاصة أننا مقبلون على شهر رمضان".

موقف
التحديثات الحية

وتعاني مناطق سيطرة النظام السوري من أزمة كبيرة في المحروقات منذ خروج منطقة شرقي نهر الفرات عن سيطرته بدءا من عام 2014، حيث كان إنتاج حقول وآبار البترول في هذه المنطقة يكفي السوق المحلي ويفيض منه جزء للتصدير.

وكانت لجنة المحروقات في محافظة دمشق قد أصدرت، الاثنين، قراراً يقضي بتخفيض مخصصات البنزين بنسبة 50%، لتُصبح الكمية المخصصة للسيارات السياحية الخاصة 20 ليتراً كل 7 أيام، والسيارات العامة 20 ليتراً كل 4 أيام، فيما أوقفت تزويد سيارات النقل العامة (السرافيس) بالمازوت المخصص حتى إشعار آخر، والاكتفاء بعمل باصات الشركة العامة للنقل التابعة لحكومة النظام.

وأشار أبو بشير، وهو سائق وسيلة نقل عامة تنقل الركاب من دمشق إلى ضاحية قدسيا، شمال غربي العاصمة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنه "في حال استمرار الحال على ما هو عليه ستتوقف المواصلات العامة في دمشق وريفها".

وأوضح أن "الكثير من الناس توقفوا عن متابعة شؤونهم في العاصمة بسبب ندرة السيارات، وحالة الازدحام الشديد"، مضيفا: هناك من ينتظر ساعات في المواقف العامة للسيارات تحت جسر "الرئيس" في دمشق.

كما لفت إلى أن طابور الانتظار أمام محطة "المهايني" في حي الميدان "ربما يمتد لعدة كيلومترات، وكذلك الحال في بقية المحطات"، مضيفا أن "أسعار البنزين في السوق السوداء وصلت إلى أرقام خيالية لليتر الواحد.

من جهتها، ذكرت سوزان، القاطنة في بلدة جديدة عرطوز، غربي العاصمة دمشق، أن سيارات النقل الخاصة "توقفت تماما"، مشيرة إلى أن سيارات النقل التابعة للدولة هي الوحيدة التي تعمل، مضيفة: "يمتلئ الباص الأخضر بعدد كبير من الركاب المضطرين للوصول إلى دمشق، وبينهم موظفون في مؤسسات الدولة أو جهات خاصة، وهو ما يفاقم تفشي فيروس كورونا".

وأشارت إلى أنها غير قادرة "على الذهاب إلى منزل ابنتي المريضة في بلدة التل (شمال العاصمة)، بسبب عدم وجود مواصلات عامة"، موضحة أن "أجرة التاكسي اليوم في دمشق باتت مرتفعة جدا، مضيفة: "راتبي التقاعدي لا يصل إلى 70 ألف ليرة (نحو 20 دولارا). ليس بمقدوري ركوب التاكسي".

وبيّنت أنه ليس هناك رقابة على العدادات في "التكاسي"، مضيفة أن "الأمر يخضع لمزاجية السائقين، فهم الذين يضعون التعرفة التي تناسبهم".

وكان ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي قد تناقلوا، قبل أيام، صورة تظهر سيارة نقل عمومي صغيرة مخصصة لنقل البضائع وهي تحمل طلابا وطالبات من أمام كلية الآداب في جامعة دمشق، بسبب انخفاض تعرفة الركوب بها مقارنة بوسائل النقل العامة.

المساهمون