أزمة كهرباء مزمنة في السودان... وتدمير 10 آلاف عمود إنارة

07 مايو 2024
بنية تحتية متهالكة للكهرباء في السودان (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تواجه الحكومة السودانية تحديات كبيرة في سد العجز في توليد الكهرباء بسبب الحرب المستمرة وتوقف محطة قرى الحرارية، مما أدى إلى نقص حاد في الإمداد الكهربائي وتفاقم معاناة السكان بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
- تبحث الحكومة حلولاً عبر اجتماعات مع ممثلي وزارات وشركة الكهرباء القومية لتحسين الوضع من خلال الربط مع مصر، تقليل الفاقد، وتوفير الوقود وقطع الغيار، بينما تعاني الشبكة من نقص في الموارد البشرية والمواد.
- يشير الخبراء إلى أهمية التعاون الدولي وتنويع مصادر الطاقة مثل الطاقة المائية والشمسية والرياح لمواجهة الأزمة، وسط تحذيرات من تداعيات الحرب على البنية التحتية لقطاع الكهرباء والتي قد تعرقل مشاريع الربط الكهربائي مع مصر.

 

تسعى الحكومة السودانية إلى سد العجز في توليد الكهرباء حيث تسببت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع التي دخلت عامها الثاني في نقص الإمداد الكهربائي بعد توقف محطة قرى الحرارية الواقعة شمالي الخرطوم وخروجها عن الخدمة لوقوعها تحت سيطرة الدعم السريع.

وبحث اجتماع لممثلي وزارات المالية والنفط والصناعة وشركة الكهرباء القومية، مؤخرا، سبل سد العجز في توليد الكهرباء بالسودان من خلال الربط مع مصر، والتوزيع وتقليل الفاقد، وتوفير الوقود وقطع الغيار.

وما زالت معاناة السودانيين تتفاقم بسبب الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي لساعات حيث يقول مختصون في قطاع الكهرباء إن التغطية تصل الى 73.5% من أعلى طلب عند الذروة.

وينتج السودان في أفضل حالاته 3 آلاف ميغاواط إلا أنه يتم فعليا استغلال حوالي ألفين ميغاواط فقط وما تبقى يهدر بسبب سوء الإدارة وفقا لخبراء في الإدارة العامة للكهرباء، فيما تبلغ الحاجة الفعلية للطاقة نحو 3.5 آلاف ميغاواط. وفقدت مناطق كثيرة في الخرطوم ودارفور وولاية الجزيرة الإمداد الكهربائي إثر تمدد القتال إليها، وبدأت برمجة قطوعات جديدة منذ فبراير/ شباط الماضي نتاجاً لضعف التوليد المائي.

ومع استمرار الحرب، أطلقت تحذيرات من تداعيات تدمير البنية التحتية وأبرزها قطاع الكهرباء، وقالت تقارير غير رسمية إن عدد الأعمدة الناقلة للطاقة والتي دمرت بالعاصمة الخرطوم بلغ نحو 10 آلاف عمود.

وفي هذا السياق، قال الخبير في القطاع المهندس محيي الدين إبراهيم لـ"العربي الجديد" إن شركات الكهرباء السودانية تعاني من قلة الموارد البشرية من المهندسين والفنيين بما لا يتناسب مع حجم الأعطال في الشبكة، بالإضافة إلى نقص الآليات والمواد مثل الأعمدة والأسلاك والكوابل والعدادات، وعدم تنفيذ خطط التحسين المرفوعة في السنوات السابقة لفك اختناقات الشبكة.

ولكن الاقتصادي السوداني التوم الزين قال لـ"العربي الجديد" إن المشكلة الحقيقية التي تواجه الحكومة السودانية مستقبلا هي ضعف القدرة المالية المطلوبة للالتزام بالاتفاقيات الدولية التي تبرمها مع بعض الدول، مضيفا أن الأمر يتطلب جدية من الحكومة في التعامل مع اتفاقيات التعاون مع دول أخرى مثل مصر في المجال الكهربائي، كما أن مسالة تنويع مشتريات السودان من عدة دول يعطى مناعة وقدرة أكبر على مواجهة الأزمات. وتابع الزين، من الأفضل البحث عن إنتاج كهرباء عبر طرق متنوعة من المصادر المائية والطاقة الشمسية والرياح التي تعتبر المستقبل الحقيقي لحل أزمة الطاقة خلال الفترة المقبلة.

وسبق أن بدأ السودان منذ عدة أعوام في تحديد مسار الخط الناقل للكهرباء المصرية حتى الحدود المشتركة وبدء الأعمال المدنية لتنفيذ الأبراج الخاصة بالخط بناء على اتفاق قديم سابق بين البلدين على التعاون في مجال الكهرباء والطاقة. وحسب مراقبين، فإن الفائدة الكبرى التي يجنيها السودان من المشروع يقود إلى مشاريع ربط كبرى مستقبلاً بين البلدين في مجال الكهرباء والطاقة، ولكن الحرب قد تعرقل مثل هذه المشروعات.

المساهمون