أزمة قناة السويس تزيد الصعوبات على تجار التجزئة في أوروبا وأميركا

27 مارس 2021
طول أمد أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس يفرض قيوداً على سلسلة التوريد(إنستغرام)
+ الخط -

لا يقتصر جنوح سفينة حاويات عملاقة في قناة السويس بمصر على عرقلة حركة الملاحة في القناة فحسب بل قد يتجاوز الأمر مداه ليضع المزيد من العراقيل والصعاب على تجار التجزئة الأوروبيين والأميركيين فيما يتعلق بتوفير المنتجات خلال جائحة فيروس كورونا.
وتُعَدّ أزمة السفينة التي بدأت يوم الثلاثاء، وقد تستمر لأسابيع، أحدث أزمة تتعرض لها عمليات التوريد العالمية التي شهدت تحولاً كبيراً عندما دفعت عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا المستهلكين الذين لزموا منازلهم إلى تحديث كل ما يتعلق من أثاث وأجهزة في تلك المنازل.
قالت شركتا إيكيا، أكبر مصنّعي الأثاث بالعالم، وديسكون كارفون للأجهزة الكهربائية، ومقرها لندن لوكالة "رويترز"، إنهما ضمن شركات التجزئة التي لها سلع على متن السفينة الجانحة.
وأكدت شركة بلوكر لبيع الأجهزة المنزلية، ومقرها أمستردام، أنها تواجه تأخيراً في وصول السلع الخاصة بها، لكنها لم تذكر أي تفاصيل.
وقالت الشركة التي تشرف على جهود الإنقاذ إن الأمر قد يستغرق أسابيع لإعادة تعويم السفينة إيفر جيفن التي جنحت في القناة في أثناء عاصفة رملية.

وأدت زيادة الواردات إلى أوروبا والولايات المتحدة بسبب الجائحة إلى توقف الحاويات الفارغة في المناطق الخاطئة تماماً، ورفعت تكلفة الشحن وسبّبت اختناقات في الموانئ البحرية، ما يؤثر بقطاع النقل ويهدد بالتفاقم.
وقال دوغلاس كينت، النائب التنفيذي لجمعية إدارة سلسلة التوريد (إيه.إس.سي.إم) إن "السفن والحاويات والسلع كلها في الأماكن الخطأ".
وتقدّر صحيفة "لويدز ليست" المتخصصة في شؤون الشحن البحري أن ما يقرب من 9.6 مليارات دولار من البضائع المعبأة في حاويات يمرّ عبر قناة السويس يومياً. وقال خبراء إن آلاف الحاويات الفارغة عادت إلى المصانع الآسيوية عبر القناة.
ولدى شركة إيكيا للأثاث حوالى 110 حاويات على السفينة الجانحة في قناة السويس وتتحرى عدد صناديق المنتجات الموجودة على السفن الأخرى التي تنتظر دخول القناة.
وقال هانس مارد، المتحدث باسم العلامة التجارية لإيكيا وإنتر إيكيا المانحة حق الامتياز: "اعتماداً على كيفية استمرار هذا العمل (إعادة تعويم السفينة) والوقت الذي يستغرقه إنهاء العملية، فقد يؤدي ذلك إلى فرض قيود على سلسلة التوريد الخاصة بنا".

تقدر صحيفة "لويدز ليست" المتخصصة في شؤون الشحن البحري أن ما يقرب من 9.6 مليار دولار من البضائع المعبأة في حاويات تمر عبر قناة السويس يوميا

وقال ريتشارد روش، رئيس اللجنة الفرعية في الجمعية الوطنية للجمارك وشركات وكلاء الشحن الأميركية: "هذا حدث مدمر في سوق مشحونة بالفعل، حيث سبّب ارتفاع الطلب في عمليات تأخير، ما حال دون وصول السلع المستوردة إلى أرفف المتاجر في الوقت المناسب".
وتتفاقم المشكلات المتعلقة بشحن الحاويات في أوروبا، حيث تعاني موانئ رئيسية مثل "أنتويرب" في بلجيكا و"فيليكسستو" في بريطانيا من التكدس. لكن الولايات المتحدة مفتوحة على الشرق وسواحل الخليج.
 ويقول خبراء إن نحو 45 في المئة من حجم البضائع في ميناء نيويورك ونيوجيرزي‭
بالولايات المتحدة يمرّ عبر قناة السويس.‬
ولم يصدر أي تعليق على الفور من شركة "وول مارت" التي تستخدم الموانئ البحرية في الجنوب الشرقي وأجزاء أخرى من البلاد أو من منافستها على الإنترنت أمازون.
وتصدرت شركات أميركية مثل "نايك" و"بيلوتون" عناوين الأخبار في المطالبة بملايين الدولارات من التكلفة المتعلقة بتأخير الشحن وتعطيل وصول المنتج. 

ومن المتوقع أن تؤدي مدفوعات، ضمن حزمة إغاثة أقرها الرئيس جو بايدن لتحفيز الاقتصاد للمساعدة في مواجهة تداعيات كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار، إلى تعزيز طلب المستهلكين وتكثيف مثل هذه الضغوط.
وفي غضون أيام، يمكن أن يبدأ السباق لإعادة توجيه البضائع، ما يضع تجار التجزئة في التنافس مع صناعات أخرى للحصول على أماكن شحن بأسعار باهظة.

يقول خبراء إن نحو 45 في المئة من حجم البضائع في ميناء نيويورك ونيوجيرزي‭
بالولايات المتحدة يمر عبر قناة السويس

وقال أوليفر تشابمان، الشريك البريطاني للمشتريات في سلسلة التوريد (أو.سي.آي)، إن 134 حاوية من معدات أدوات الحماية الشخصية التي تشمل قفازات وكمامات،  والمقرر إرسالها في نهاية المطاف إلى منظمات مثل خدمة الصحة الوطنية في إنكلترا ونورثويل هيلث في نيويورك، موجودة على متن تسع سفن عالقة خلف إيفر جيفن.
وقال إن خدمة السكك الحديدية البديلة من آسيا إلى أوروبا مزدحمة بالفعل والشحن الجوي باهظ التكلفة.
وتقوم مجموعته بالفعل بإعادة توجيه بعض الشحنات الأميركية إلى‭‭ ‬‬ميناء لوس أنجلس الذي يرزح تحت وطأة فيض من السلع.
(رويترز)

المساهمون