"في أفضل الأحوال تكفي أسطوانة الغاز العائلة مدة 17 يوماً، هي خفيفة الوزن ولا تقارن بتلك الموجودة في السّوق السّوداء"، هذا ما يقوله المواطن أحمد الخليل من سكّان حيّ الهلالية في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة السّوريّة.
يشرح في حديثه لـ"العربي الجديد" أن الأهالي يحصلون على أسطوانات الغاز عن طريق البطاقات الممنوحة من "الإدارة الذاتية"، لافتاً إلى أن العائلة تضطر إلى أن تستخدم "البابور" بعد نفاد الغاز، والبعض ممن ليس لديه القدرة على شراء المازوت وزيت الكاز أو البنزين يلجأ للطهي على الموقد.
ويتابع: "بحسب البطاقات يجب أن تحصل العائلة على أسطوانة غاز في الشهر، لكن هذا لا يحدث عادة، نضطّر لشراء أسطوانة الغاز من السّوق السّوداء بسعر 10 دولارات، هي أثقل وأفضل من الأسطوانة التي نحصل عليها عبر البطاقة".
وعند انتهاء أسطوانة الغاز يلجأ الخليل لاستخدام "البابور" ويعمل عن طريق خلط المازوت والبنزين أو المازوت وزيت الكاز بحسب الوقود المتوفر.
ويضيف أن الأمر خطر، فقبل مدة في الحي الذي يقيم فيه تسبب حريق سببه خلط البنزين والمازوت في البابور بمقتل امرأة.
أما الطّريقة التي يلجأ لها الأهالي ممن ليس لديهم وسائل أخرى بديلة للغاز، تكون باستخدام بلوك بناء وشبكة فوقها كموقد للطبخ وإعداد الشّاي.
ولا يتمّ توزيع الغاز بشكل شهري وفق ما يوضّح المواطن محمّد العبد من سكّان مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد" لأسباب منها عدم تزويد الإدارة الذاتية المعتمدين بالغاز دوريا، مع لجوء بعض المعتمدين لبيع الأسطوانات خارج المراكز، وهذا بدوره يخلق أزمة أيضا بالنسبة للمواطن.
النّاشط الإعلامي مدين عليان يتحدث لـ"العربي الجديد" عن أسباب أزمة الغاز في مناطق سيطرة الإدارة الذّاتيّة مبيّنا أنّ المجالس المحليّة للأحياء توزّع الأسطوانات عن طريق بطاقات مرقمّة تسلسليا حسب الشّهر، مبيّنا أنّ البطاقات مرقّمة من 1 إلى 12، لكن في الوقت الحاليّ وصل رقم التوزيع عند البطاقة رقم 11 من عام 2022، أي أن التّوزيع متأخر 7 أشهر عن التّسلسل.
في المقابل ترتبط الأزمة أيضا بأسطوانات الغاز المسروقة وفق ما يوضح عليان، فالحصول على أسطوانة الغاز لا يكون بعملية تبديل كما كان في السّابق حيث كان المواطن يذهب إلى معتمد الغاز ومعه الأسطوانة الفارغة، ليقوم باستبدالها بأخرى ممتلئة، مقابل سعر معين. لكن حاليا يأخذ المعتمدون الأسطوانة الفارغة من المواطنين وبعد فترة يعطونهم المليئة منها.
يضيف عليان: "قبل نحو 10 أشهر، حدثت أزمة أسطوانات غاز في ريف الحسكة، حيث أخذ المعتمدون الأسطوانات الفارغة من الأهالي، دون أن يعيدوها لهم، في عملية سرقة كبيرة وتجاوز عدد الاسطوانات المسروقة 7 آلاف أسطوانة، أعادت الإدارة الذاتية عددا منها، بعد عدة احتجاجات للأهالي آخرها كان يوم أمس الثلاثاء".
أما عمليّات بيع الأسطوانات من قبل المعتمدين فتتمّ عن طريق تفريغ الغاز من الأسطوانات المليئة التي تصل إلى المعتمدين من الإدارة الذاتية في عدة أسطوانات فارغة، وهذا يخفض الوزن".
ومؤخّراً أعادت لجنة المحروقات التابعة للإدارة الذاتية نحو 3492 أسطوانة غاز منزلي للأهالي بعد أشهر من اختلاس المعتمدين لها خارج الحسكة.