اشتكى عدد من مزارعي البنجر في مصر من تأخر شركات إنتاج السكر في نقل محصولهم عقب حصاده، لأكثر من أسبوعين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تراجع في وزن المحصول، بالإضافة إلى فساد بعض الثمرات حال ارتفاع درجة الحرارة، في الوقت الذي تلقي فيه الشركات باللوم على المزارعين لعدم التزامهم بالمواعيد المحددة للحصاد والتوريد.
وأوضح رئيس مجلس المحاصيل السكرية، مصطفى عبد الجواد، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن معظم المزارعين حالياً حصدوا في وقت واحد، سواء بالتنسيق مع الشركات أو بدونه، بهدف إخلاء الأرض واللحاق بآخر موعد لزراعة الأرز، وخاصة بعد ارتفاع أسعاره، إذ إن الفدان يحقق إنتاجية تقدر بـ50 ألف جنيه، وهو ما سيؤثر على مساحات العروة الأولى. (الدولار 30.9 جنيهاً).
وأشار إلى توجه المزارعين نحو زراعات أكثر ربحية من البنجر كالقطن والأرز والذرة، ما سيقلص من المساحة المستهدفة ( 640 ألف فدان) بنحو 20 في المائة.
بدوره، قال هاني الشرقاوي، مزارع، إنه "بالرغم من الانتهاء من حصاد البنجر، منذ نحو 10 أيام، إلّا أنه لم يتم نقل سوى نصف الكمية فقط، بعد دفع للسائق 1200 جنيه (شاي)، مع العلم أن السائق متعاقد مع الشركة على نقل الطن بـ62 جنيهاً (سعر العام الماضي)، لافتاً إلى أن أحد السائقين عرض عليه دفع ألفي جنيه لكي ينقل محصوله إلى الشركة.
وأشار إلى أنه نتيجة سوء المعاملة من قبل مندوب الشركة أو المهندس المسؤول، وكذلك عدم اطلاع المزارع على كيفية احتساب نسبة السكر أو الوزن أو درجة النقاوة قرر عدم زراعة البنجر هذا الموسم.
وأوضح مصدر مسؤول بإحدى شركات إنتاج سكر البنجر، أن مشكلة تكدس البنجر على الطرق ترجع للمزارعين أنفسهم، نتيجة عدم التزامهم بمواعيد التوريد مع الشركات، فالمصنع فتح أبوابه لاستقبال الإنتاج الجديد منذ شهر مارس/آذار الماضي، وكانت حركة التوريد ضعيفة لا تتعدى ربع الطاقة الإنتاجية، الأمر الذي دفع بالشركة إلى الإعلان عن 200 جنيه حافز إضافي في كل طن يتم توريده.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن معظم المزارعين يتعمدون تأخير جمع المحصول بهدف زيادة الوزن، وهو ما أدى إلى تراكم المحصول على الطرق بعد الحصاد، نتيجة عدم استيعاب طاقة المصنع اليومية والتي تبلغ 21 ألف طن، في حين أن البنجر المحصود يتخطى الـ300 ألف طن على أقل تقدير.
وأضاف أن المصنع يتحمل تكلفة نقل البنجر بالتعاقد مع السائقين بسعر يتراوح ما بين 20 إلى 120 جنيهاً للطن وفقاً للمسافة بين الأرض المنزرعة والمصنع، ونتيجة تخطي الإنتاج لحدود الطاقة الاستيعابية، قد يضطر السائق للانتظار في طابور طويل لمدة 4 أيام، وهي العملية التي لا تستغرق سوى ساعة يتم فيه وزن وتفريغ الحمولة، عندما تدار الأمور بشكل طبيعي.
وبيّن المسؤول أن تراكم البنجر في مثل هذه الظروف المناخية الحالية وقبل اشتداد الحر لا يفقد البنجر أياً من وزنه بشكل ملموس، في حين أنه يفقد من وزنه نحو 5 في المائة حال تعرضه لحرارة مرتفعة لمدة 4 أيام متتالية.
إلى ذلك، أكد مدير التوريدات الزراعية بإحدى الشركات أن المزارعين هم سبب الأزمة لعدم التزامهم بمواعيد الحصاد والتوريد التي تحددها الشركة، ما يؤدي إلى وجود كميات من البنجر تفوق بمراحل الطاقة الإنتاجية اليومية للشركة، الأمر الذي تضطر معه الشركة إلى تأخير نقل المحصول، بالإضافة إلى أنها تعطي أولوية للملتزمين بجداول التوريد.
وتستهدف وزارة الزراعة هذا الموسم زراعة نحو 640 ألف فدان ببنجر السكر، إلّا أن المساحة المنزرعة قد تتراجع بنحو 30 في المائة من المستهدف، نتيجة عدم رضا المزارعين على تقييم سعر طن البنجر بـ 970 جنيهاً كسعر أساس بخلاف العلاوات، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المحاصيل الأخرى كالقمح والذرة والأرز وفول الصويا.
وتستحوذ الشركة القابضة للصناعات الغذائية على حوالى 60 في المائة من حجم الإنتاج في مصر، من خلال 5 شركات توجه أغلب إنتاجها لحساب وزارة التموين والتي توزعه بدورها على المتاجر التموينية المختصة بالسلع المدعمة، فيما يساهم القطاع الخاص بنسبة 40 في المائة من حجم الإنتاج.
ووفقاً لتوقعات مجلس المحاصيل السكرية، فمن المنتظر أن يبلغ إنتاج السكر هذا الموسم نحو 2.9 مليون طن، تشمل 1.8 مليون من بنجر السكر، و850 ألف طن من قصب السكر، بخلاف 250 ألف من سكر الفركتوز المنتج من حبوب الذرة، في وقت يبلغ فيه حجم الاستهلاك 3.2 ملايين طن سنوياً.