أكد وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، الاثنين، التوصل إلى تفاهمات مع تركيا بشأن حصة العراق من المياه، كاشفا عن المضي بإجراءات تدويل أزمة المياه مع إيران.
وللشهر الثالث على التوالي تعاني مدن ومحافظات عراقية حدودية مع إيران من موجة جفاف على إثر قطع إيران عددا من مياه روافد الأنهار، وتحويل مسارها إلى داخل أراضيها أو إقامة سدود عليها.
الوزير العراقي كشف عن أن الزيارات المستمرة إلى تركيا أثمرت عن نتائج إيجابية، منها تفعيل مذكرة التفاهم التي وقعت عام 2009 ودخولها حيز التنفيذ، ومن أهم بنودها إعطاء حصة عادلة للعراق من المياه، مشيرا، في حديث لصحيفة "الصباح" الرسمية، إلى أن هذا الجهد لم يتحقق منذ 40 عاما.
للشهر الثالث تعاني مدن ومحافظات عراقية حدودية مع إيران من موجة جفاف على إثر قطع إيران عددا من مياه روافد الأنهار، وتحويل مسارها إلى داخل أراضيها أو إقامة سدود عليها
ولفت إلى أن البلاد تعاني من التغييرات المناخية التي تسببت بأزمة جفاف، موضحا أن العراق يبحث في آليات التغلب على هذه المشكلة.
وتابع أنه "على العكس من التفاهمات مع تركيا، نتمنى أن نتفاهم قريبا مع الجارة إيران، كون العراق المتضرر الأكبر من التغييرات المناخية الأخيرة"، ملوحا بتقديم شكوى ضد إيران في المحكمة الدولية عقب قطع جميع واردات المياه المتجهة للعراق من الأراضي الإيرانية.
وأضاف أن "الوزارة طالبت، عبر وزارة الخارجية والرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان)، بتقديم شكوى رسمية في المحكمة الدولية على إيران لأجل أن تستجيب وتطلق حصة العراق من المياه".
من جانبه، أكد المستشار الفني لوزارة الموارد المائية عون ذياب أن "المباحثات مع تركيا وصلت إلى توقيع ورقة تفاهم مشتركة بشأن حصة العراق المائية، وتمت المصادقة عليها من قبل الحكومة التركية، ودخلت حيز التنفيذ"، مبينا، خلال تصريح صحافي، أن "هذا التفاهم يؤسس لخلق علاقة أساسية لاستمرار المباحثات الفنية، وتحديد حصص عادلة ومعقولة لنهري دجلة والفرات للعراق".
مسؤول حكومي عراقي قال لـ"العربي الجديد" إن "العراق لمس تعاونا تركيا كبيرا في ملف المياه خلال الأشهر الأخيرة"
مسؤول حكومي عراقي قال لـ"العربي الجديد" إن "العراق لمس تعاونا تركيا كبيرا في ملف المياه خلال الأشهر الأخيرة"، موضحا أن "الجانب التركي تفهم إلى حد كبير حاجة العراق للمياه التي تأتي من تركيا".
وأشار إلى أن المشكلة تكمن في الجانب الإيراني الذي يرفض تزويد العراق بحصته من المياه، مبينا أن قطع روافد المياه من إيران تسبب بضرر كبير لعدد من مناطق العراق، وخصوصا محافظة ديالى الحدودية مع إيران التي اضطرت وزارة الزراعة إلى وضعها خارج الخطة الزراعية والاكتفاء بتوفير مياه الشرب فيها، بسبب شح المياه.
وحذر وزير الزراعة العراقية محمد كريم الخفاجي، في وقت سابق، من احتمال تسبب شح المياه بانهيار الأمن الغذائي في البلاد، موضحا أن 90% من الإيرادات المائية تأتي من تركيا، مقابل 10% من إيران.