أزمة المحروقات في لبنان: شحّ بالمازوت على أبواب الشتاء وقرار "خطير" يطاول البنزين

10 نوفمبر 2021
محطة محروقات في لبنان (حسين بيضون)
+ الخط -

تواصل أسعار المحروقات في لبنان تسجيل زيادة ملحوظة كل أسبوع مرفقة بارتفاعٍ لافتٍ لسعر صرف الدولار الذي تخطى عتبة الـ21 ألف ليرة من جديد، فيما يستمر شح المازوت في الأسواق مع الدخول في فصل الشتاء وازدياد الحاجة إلى هذه المادة للتدفئة.
وعلى وقع هذه الأزمات، بدأت معضلة جديدة مع طلب البنك المركزي من أصحاب محطات الوقود تأمين 10 في المائة من ثمن البنزين بالدولار النقدي، والنسبة المتبقية على سعر صرف 21 ألف ليرة للدولار، مقابل فتح اعتمادات الاستيراد.

وحذّر ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا في اتصالٍ مع "العربي الجديد" من هذه الخطوة، مؤكداً أن هناك اتصالات واجتماعات مكثفة لاتخاذ القرار المناسب لمواجهة "هذا القرار الخطير".

ولفت أبو شقرا إلى أن "مصرف لبنان كان يدعم البنزين بنسبة مائة في المائة للشركات المستوردة لكننا اليوم فوجئنا بما أعلنته وزارة الطاقة نقلاً عن البنك المركزي، وهو قرارٌ خطيرٌ سبق أن حذرنا من اللجوء إليه لانعكاساته الكارثية سواء على سعر صرف الدولار الذي سيحلق عالياً أو على المواطنين غير القادرين على دفع الدولار للحصول على المادة أو تبعاً لسعر الصرف الذي سيكون مرتفعاً جداً".

وقال أبو شقرا إن "مصرف لبنان سبق أن انسحب من تأمين الدولارات للمازوت ولكن هذا يختلف عن البنزين، إذ إن المازوت مادة يمكن بيعها بالدولار لأصحاب المولدات والمعامل والمصانع والمؤسسات ومختلف القطاعات بيد أن هذا لا ينطبق على المواطن الذي لا يمكنه أن يدفع الدولار لقاء ملء خزان سيارته بالوقود، وهو أصلاً لا يملك الدولار، وبالتالي فإن هذا القرار سيستنزف الناس بالكامل ويجب الرجوع عنه سريعاً".

وأضاف أبو شقرا: "يريدون تسعير البنزين بالدولار على 21 ألف ليرة فليفعلوا ذلك ولكن لا يمكنهم إلزامنا بالدفع بالدولار ويجب أن يبقى بيعنا بالليرة اللبنانية". سائلاً "على الدولة أن تجيبنا أين نقيم نحن؟ في واشنطن أو في بيروت؟ عملتنا هي الليرة اللبنانية".

والتقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أبو شقرا وأمين سرّ نقابة موزعي المحروقات حسين غصن وتم البحث بمعالجة موضوع تعرفة أسعار المحروقات التي أصدرها مصرف لبنان.

وأعلن أبو شقرا إثر اللقاء أنه "تم الاتصال بالرئيس ميقاتي الذي تواصل مع وزير الطاقة وليد فياض لمعالجة الموضوع بين وزارة الطاقة والشركات المستوردة ومصرف لبنان".

صعود أسعار المحروقات

وأصدرت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، اليوم الأربعاء، جدول الأسعار الذي شهد ارتفاع 4500 ليرة لصفيحة البنزين 95 أوكتان، 4200 ليرة لصفيحة البنزين 98 أوكتان، 10100 ليرة للمازوت أو ديزل أويل، و6600 ليرة للغاز.

وأصبحت الأسعار على الشكل التالي: بنزين 95 أوكتان 308,500 ليرة، بنزين 98 أوكتان 317,600 ليرة، الديزل أويل 292,600 ليرة والغاز 251,100 ليرة.

ولا تزال أزمة شح المازوت قائمة مع بدء فصل الشتاء، بحيث تمتنع المحطات عن بيع المادة على خلفية اعتراضها على التسعيرة التي تعتمدها وزارة الطاقة والتي برأي أصحاب المحطات تبقى أقلّ من سعر صرف الدولار؛ الأمر الذي يعزز عمل السوق السوداء التي تبيع المازوت بأكثر من 500 ألف ليرة للمواطنين في ظل ارتفاع الحاجة إلى هذه المادة.

كما يزداد الطلب على المازوت حيث تستخدم لتشغيل المولدات الخاصة، التي تحاول تعويض النقص في الكهرباء التي توفرها الدولة.

الليرة اللبنانية تتهاوى أمام الدولار

على صعيدٍ متصل، تراوح سعر صرف الدولار صباح الأربعاء بين 21300 ليرة و21400 ليرة لبنانية، مع العلم أنّ سعر الصرف دائماً ما يشهد ارتفاعاً ملحوظاً يوم الثلاثاء بعد نوع من الاستقرار خلال أيام الأسبوع، وذلك قبل أن تصدر وزارة الطاقة جدول أسعارها الأربعاء.

وفي السياق، يترقب سائقو السيارات العمومية الإجراءات التي ستقوم بها الحكومة اللبنانية للنظر بوضعهم ومعالجة المشاكل التي يعانون منها في ظل ارتفاع أسعار المحروقات، وسط الفوضى التي يشهدها أيضاً القطاع، لا سيما لناحية تحديد تعريفة النقل.

واجتمع وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية، مساء أمس الثلاثاء، بالمدير العام للنقل البري والبحري أحمد تامر، ووفد مشترك من اتحادات ونقابات النقل البري برئاسة بسام طليس.

وقال طليس، في تصريحات بعد الاجتماع إنّ "وزير الأشغال العامة أعطى توجيهاته لمديرية النقل البري والبحري من أجل تفعيل العمل ببطاقات مزاولة المهنة وإصدارها وبطاقات التعريف التي تعود للسيارات، وتم البحث في موضوع خطة النقل والطروحات التي قدمها الوزير وتتلاءم مع طروحات تنظيم قطاع النقل البري على قاعدة الشراكة والتكامل ما بين القطاعين العام والخاص على كل الأراضي اللبنانية".

المساهمون