موسم حصاد القمح في الصعيد المصري يواجه أزمة إنتاج فعلية. والسبب ليس الظروف الطبيعية وإنما ارتفاع أسعار السولار (الديزل)، في مقابل ندرة هذا المنتج من محطات الوقود. صرخة المزارعين في مناطق الصعيد ارتفعت بالشكاوى، نتيجة توسع السوق السوداء ومضاعفة أسعار السولار.
ويعتمد المزارعون فى مصر على السولار بشدة خلال موسم حصاد القمح الذي يعد عيداً بالنسبة إلى ملايين المصريين، لاسيما القابعين فى منطقة الصعيد.
وعانى المزارعون في حصاد القمح العام الماضي، من صعوبات في شراء السولار اللازم لآلات الحصاد، حتى من السوق السوداء، بسبب نقص السولار في محطات الوقود.
فى المقابل قالت وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية إنها تكثف الحملات الرقابية على محطات بيع الوقود لضبط المخالفين.
تهديد الموسم
شكا مزارعون مصريون في مناطق "الوجه القبلي" (أي الصعيد في جنوب القاهرة) من نقص السولار في الأسواق، وارتفاع أسعاره، بحيث وصل سعر الصفيحة (20 لتراً) إلى أكثر من 40 جنيهاً (الدولار يساوي 7 جنيهات).
وقال كمال محمد، مزارع في المنيا، إن أسعار السولار ارتفعت بشكل كبير في السوق السوداء غير الرسمية، ووصل سعر الصفيحة إلى 40 جنيهاً. موضحاً أن الفلاحين يعانون من عدم توفر السولار في محطات البنزين، مما يهدد موسم حصاد القمح الذي بدأ منذ أيام.
وقال فتحي عبد الستار، وهو مزارع أيضاً: "نقف اكثر من 8 ساعات في محطات البنزين للحصول على السولار، وإذا تمكنا من الحصول عليه بالسعر الرسمي 110 قروش للتر الواحد، فإن أصحاب المحطات يقللون وزن الصفيحة إلى 18 لتراً بدلاً من 20 لتراً.
وقال محمد بركة عضو شعبة المواد البترولية في الاتحاد العام للغرف التجارية لـ"العربي الجديد"، إن أزمة السولار تفاقمت، وبلغت أشدها في محافظات الصعيد وخصوصاً في المنيا وأسيوط والفيوم.
وأرجع بركة نقص السولار إلى شدة الطلب نتيجة بداية موسم حصاد القمح وخصوصاً في "الوجه القبلي".
وأوضح أن السولار يباع في السوق السوداء بأسعار مرتفعة تراوح بين 37 و 40 جنيهاً للصفيحة 20 لتراً، التى يبلغ سعرها الرسمي 22 جنيهاً.
تجنب حصول الأزمة
وفي المقابل أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية انتظام الإمدادات وعدم تناقص معدلات التوريد.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، محمود دياب لـ"العربي الجديد" إن وزارة التموين تكثف الحملات الرقابية على محطات البنزين، مضيفاً أنه تم مراسلة وزارة البترول لزيادة حصص السولار في محافظات الصعيد، للانتهاء من موسم حصاد القمح تجنباً لحدوث أزمة في المنتج.
وأشار إلى أن الحملات الرقابية للوزارة تمكنت خلال الأيام الماضية من ضبط 5 ملايين طن سولار كانت في طريقها نحو السوق السوداء.
وكان وزير البترول المصري شريف إسماعيل قد أكد في تصريحات سابقة أن مصر تدعم السولار بنحو 180 مليون جنيه والبنزين بنحو 100 مليون جنيه يومياً.
ويعتمد المصريون على دعم الغذاء والطاقة، وهو ما يشكل ربع إجمالي الإنفاق الحكومي.
وقال إسماعيل: ''سعر الصرف يؤثر علينا سلباً بسبب الاستيراد... فتكلفة انتاج البرميل في مصر حوالى 35 دولاراً بينما نستورد البرميل بما بين 100-110 دولارات".