أزمة البنوك تضرب الأسهم هذا الأسبوع.. والنفط يتراجع

24 مارس 2023
انخفاض أسهم البنوك الأوروبية في أعقاب خسائر أميركية (Getty)
+ الخط -

في أسبوع مضطرب للغاية بفعل الأزمة الحادة التي عصفت ببنوك عملاقة في الولايات المتحدة وأوروبا، هبطت مؤشرات الأسهم عموماً، لا سيما البورصات الأوروبية، في ظل قلق المستثمرين من أسوأ مشكلة يشهدها القطاع منذ الأزمة المالية عام 2008 ولم يُجرَ احتواؤها بعد. كما أغلقت الأسهم اليابانية منخفضة، اليوم الجمعة، مع ارتفاع الين والمخاوف بشأن النظام المالي، وهبط برميل النفط بعد إعلان أميركا تباطؤ إعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي.

مؤشر البنوك الأوروبية الكبرى انخفض 2.2% في التعاملات المبكرة الجمعة، مع تراجع سهم بنك "يو بي إس" السويسري 6.4%.
كذلك هبط سهم "دويتشه بنك" 5.4% بعد قفزة حادة في تكلفة التأمين من مخاطر التخلف عن السداد في وقت متأخر أمس الخميس.

وبعدما أثار الانهيار المفاجئ هذا الشهر لاثنين من البنوك الأميركية الاضطرابات في القطاع، سارع بنك "يو بي إس" إلى الاستحواذ على "كريدي سويس" يوم الأحد بعد أن خسر البنك السويسري المتعثر ثقة المستثمرين. ووفقاً لمصدرين مطلعين، تتسابق السلطات السويسرية وبنك "يو بي إس" على الانتهاء من عملية الاستحواذ في غضون شهر، في محاولة للاحتفاظ بعملاء وموظفي "كريدي سويس".

وأفادت "بلومبيرغ نيوز" بأنّ مصرفي "كريدي سويس" و"يو بي إس" من بين بنوك خاضعة للتدقيق، في تحقيق تجريه وزارة العدل الأميركية حول ما إذا كان متخصصون ماليون قد ساعدوا الأثرياء الروس على التهرب من العقوبات، فيما امتنع "كريدي سويس" و"يو بي إس" عن التعليق، بينما لم ترد وزارة العدل على طلبات من "رويترز" عبر البريد الإلكتروني للتعقيب.

ويأتي انخفاض أسهم البنوك الأوروبية في أعقاب خسائر أميركية أمس الخميس، إذ كان المستثمرون يتطلعون لمعرفة إلى أي مدى ستدعم السلطات القطاع، وخاصة البنوك الهشة.

وللمرة الرابعة في أسبوع، تحدثت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، أمس الخميس، لطمأنة المواطنين بأنّ النظام المصرفي الأميركي آمن. وقالت للمشرعين الأميركيين إنّ الجهات التنظيمية للبنوك ووزارة الخزانة مستعدة لتقديم ضمانات شاملة على الإيداع في البنوك الأخرى كما فعلت في بنك "سيليكون فالي" وبنك "سيغنتشر".

وفي طوكيو، أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض اليوم الجمعة، إذ أدى ارتفاع الين إلى إثارة مخاوف بشأن تراجع أرباح الشركات المحلية، بينما استمر قلق المستثمرين من أزمة مصرفية أوسع.

وانخفض مؤشر نيكاي 0.13% ليغلق عند 27385.25 نقطة متراجعاً 0.19% خلال الأسبوع. كما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.1% إلى 1955.32 نقطة ليسجل خسائر أسبوعية بنسبة 0.2%.

ولامس الين أعلى مستوى في 6 أسابيع مقابل الدولار، اليوم الجمعة، مع استمرار المتعاملين في تقييم تلميحات مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن التوقف مؤقتاً عن رفع أسعار الفائدة. وتأثر الإقبال على المخاطرة بعد أن أثار انهيار بنك "سيليكون فالي" ومشاكل السيولة في بنك "كريدي سويس" السويسري المخاوف بشأن أزمة مالية عالمية.

هبوط النفط نتيجة تباطؤ أميركي في إعادة تكوين الاحتياطي الاستراتيجي

وفي سوق الطاقة، تراجعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، مواصلة خسائر اليوم السابق بفعل مخاوف من تخمة محتملة في المعروض، بعدما قالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر غرانهولم إنّ إعادة ملء احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي قد تستغرق أعواماً.

وبحلول الساعة 00:39 بتوقيت غرينتش، انخفض سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 48 سنتاً أو 0.6% إلى 75.43 دولاراً، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 52 سنتاً أو 0.7% إلى 69.44 دولاراً.

وما زال الخامان في سبيل تسجيل مكاسب أسبوعية تتراوح بين 3% و4%، ليتعافيا من أكبر انخفاض أسبوعي خلال أشهر في الأسبوع الماضي بسبب أزمة القطاع المصرفي ومخاوف من ركود محتمل.

غرانهولم قالت لأعضاء مجلس النواب، أمس الخميس، إنه سيكون من الصعب الاستفادة من أسعار النفط المنخفضة هذا العام.

ودفعت مبيعات بتوجيهات من الرئيس جو بايدن، في العام الماضي، مخزونات النفط إلى أدنى مستوياتها منذ 1983. وأعلن البيت الأبيض، في أكتوبر/ تشرين الأول، أنه سيعيد شراء النفط للاحتياطي الاستراتيجي عندما يصبح سعر البرميل في نطاق 67 و72 دولاراً أو أقل.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون