أرقام إيجابية للاقتصاد الصيني تستبق قمة شي وبايدن

15 نوفمبر 2023
ارتفعت مبيعات التجزئة 7.6% في أكتوبر (فرانس برس)
+ الخط -

أظهرت بيانات اقتصادية في الصين اليوم نمواً في الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة بما بفوق التوقعات في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك قبيل القمة التي ستجمع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأميركي جو بايدن في كاليفورنيا، اليوم الأربعاء، على هامش قمة منتدى التعاون آسيا المحيط الهادئ (أبيك).

لكن الصورة الاقتصادية الأساسية سلطت الضوء على أوجه ضعف كبيرة مع استمرار عرقلة قطاع العقارات المتضرر لتحقيق انتعاش كامل.

ويواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم صعوبة في تحقيق انتعاش قوي بعد جائحة كوفيد-19، إذ أدت الضائقة في سوق الإسكان ومخاطر ديون الحكومات المحلية وتباطؤ النمو العالمي والتوترات الجيوسياسية إلى تراجع الزخم. ولم تثبت سلسلة من تدابير دعم السياسات فائدتها إلا بشكل متواضع، وهو ما زاد الضغوط على السلطات لطرح المزيد من التحفيز.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، اليوم الأربعاء، أن الناتج الصناعي الصيني نما 4.6% في أكتوبر على أساس سنوي، متسارعاً من وتيرة 4.5% المسجلة في سبتمبر/ أيلول الماضي، ليتجاوز بذلك التوقعات بزيادة 4.4% في استطلاع أجرته وكالة رويترز، كما يمثل أقوى نمو منذ إبريل/ نيسان الماضي.

وارتفعت مبيعات التجزئة 7.6% في أكتوبر مع تحسن نمو مبيعات السيارات والمطاعم، متسارعة من زيادة 5.5% في سبتمبر ومسجلة أسرع وتيرة منذ مايو/ أيار الماضي.

وكان المحللون يتوقعون أن تنمو مبيعات التجزئة 7% بسبب التأثير الأساسي المنخفض في عام 2022 عندما أدت قيود فيروس كورونا إلى تعطيل المستهلكين والشركات.

كما ارتفع حجم استهلاك الغاز الطبيعي بالصين في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري إلى 288.75 مليار متر مكعب، بزيادة 7% على أساس سنوي.

وأبدى المحللون ملاحظة حذرة بشأن مفاجأة البيانات الصعودية، مشيرين إلى أن قطاع العقارات لا يزال يمثل حلقة ضعيفة بالاقتصاد وأشاروا إلى غياب الإصلاحات الرئيسية كعائق آخر أمام انتعاش النمو المستدام على المدى الطويل.

وانخفض الاستثمار العقاري 9.3%، واعترف المسؤولون بأن القطاع لا يزال في "منتصف مرحلة التكيف" بعد حملة على الاقتراض المفرط من قبل المطورين قبل عامين، إلى جانب الجائحة، ما أدى إلى دخول الصناعة في أزمة.

وكثفت الصين جهودها لإنعاش اقتصادها بعد جائحة كوفيد-19 من خلال عدد كبير من تدابير دعم السياسات في الأشهر القليلة الماضية لكن الآثار الإيجابية كانت هامشية حتى الآن.

وتباطأ اقتصاد الصين في الصيف مع تراجع الطلب العالمي على صادراتها وتدهور قطاع العقارات بشكل أكبر. وتظهر البيانات الرسمية توسع حجم الاقتصاد بوتيرة سنوية تبلغ 4.9% في الفترة من يوليو/ تموز إلى سبتمبر الماضيين، متجاوزاً توقعات المحللين البالغة نحو 4.5%، لكنّ ذلك كان أبطأ بكثير من معدل النمو السنوي الذي بلغ 6.3% في الربع السابق.

اجتماع شي وبايدن

وتأتي البيانات الجديدة عن عودة الزخم إلى ثاني أضخم اقتصاد في العالم في الوقت الذي يتوقع أن يجتمع فيه الرئيس شي جين بينغ في وقت لاحق من اليوم مع رأس أكبر اقتصاد في العالم الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة منتدى التعاون آسيا المحيط الهادئ (أبيك) في كاليفورنيا.

وقال الرئيس الأميركي إن قمته مع نظيره الصيني ستكون فرصة لتصحيح العلاقات الثنائية التي توتّرت في السنوات الأخيرة.

ويضمّ المنتدى 21 عضواً تمثّل اقتصاداتها مجتمعة نحو 60% من إجمالي الاقتصاد العالمي.

وسيعقد الرئيسان الأميركي والصيني قمّة مطوّلة ستكون الأولى بينهما منذ عام، وسيسعى خلالها الطرفان لضبط قواعد التنافس بين بلديهما والتأكّد من عدم خروجه عن السيطرة.

وتعود آخر زيارة لشي إلى الولايات المتحدة إلى ستّ سنوات، وقال بايدن: "لا نحاول الانفصال عن الصين. ما نحاول القيام به هو تغيير العلاقة إلى الأفضل".

لكنّ بايدن حذّر أيضاً من أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من الاستثمار في الصين بسبب ممارسات بكين التجارية، وقال: "إذا أردنا الاستثمار في الصين، يتعين علينا تسليم جميع أسرارنا التجارية"، وشدد على أنه "إذا كان المواطن العادي في الصين، قادراً على الحصول على وظيفة جيدة الأجر، فهذا يفيدهم، ويفيدنا جميعا".

ويتوقع أن يضغط شي من جانبه لوضع حد للقيود التجارية والعقوبات في وقت يكافح فيه الاقتصاد الصيني لزيادة النمو بعد فرض سياسة "صفر كوفيد" المتشددة.

وذكرت وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، أن قمة الزعيمين ستشمل "تواصلاً معمّقاً بشأن قضايا استراتيجية وعامة ومربكة في إطار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، فضلاً عن مسائل كبرى مرتبطة بالسلم والتنمية العالميين".

وسيتناول شي العشاء مع كبار رجال الأعمال الأميركيين خلال زيارته "لإيصال رسالة بأنّ الصين ما زالت مكاناً جيّداً للاستثمار".

وقبيل قمة "أبيك" اجتمع مبعوث المناخ الأميركي جون كيري مع نظيره الصيني شي جينهوا، بينما التقت أيضاً وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين مع نظيرها الصيني الأسبوع الماضي.

(رويترز، أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون