صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا هي الخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
جاء ذلك في تصريح أدلى به للصحافيين خلال عودته من الهند، التي احتضنت قمة زعماء دول مجموعة العشرين.
وقال أردوغان: "لن يكون هناك ممر من دون تركيا، والخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب هو الخط العابر من تركيا".
وأضاف أنه سيُحدّد السعر العالمي للغاز الطبيعي في تركيا، خلال الفترة المقبلة، من خلال الخطوات الملموسة التي ستتخذ في إنشاء قاعدة الغاز الطبيعي.
وحول البرنامج الاقتصادي متوسط المدى الذي أعلنته تركيا الأسبوع الماضي، قال أردوغان: "النتائج التي خلفها البرنامج الاقتصادي متوسط الأجل زادت من حيوية الأسواق، ونأمل أن يبدأ تدفق الائتمان من الخارج إلى تركيا".
وأضاف: "خلال رحلتنا المرتقبة إلى أميركا، سنجتمع مع العديد من العلامات التجارية التي لديها استثمارات في بلدنا، وسنجري محادثات مباشرة معها".
وذكر أن مؤسسة مالية مقرها واشنطن قدمت 550 مليون دولار لتمويل منشأة بتروكيماويات خاصة بولاية أضنة التركية، بجانب مباحثات تركية جزائرية في استثمارات الطاقة بتركيا، مضيفا: "وهذا التمويل مهم جدا للاستثمار".
وقال: "إن تطور اقتصادنا بالخطوات الداعمة التي قدمناها وديناميكية القطاع الخاص يجذبان المستثمرين من الولايات المتحدة ومختلف البلدان، وإذا تمكنا من زيادة حجم تجارتنا (مع الولايات المتحدة) من أقل من 20 مليار دولار في عام 2019 إلى أكثر من 32 مليار دولار في عام 2022، فهذا يعني أننا سنصل إلى هدفنا المتمثل في 100 مليار دولار".
وأكد أنه مع السياسات المتوازنة والإصلاحات الهيكلية، ستُخفض معدلات التضخم إلى خانة الآحاد مرة أخرى.
وتابع: "في مثل هذا الوقت من العام المقبل، سنرى بوضوح تراجع التضخم بشكل مستمر".
وشدد على أن الإصلاحات الهيكلية ستدعم بشكل قوي السياسة المالية والنقدية، معربا عن اعتقاده أنه "سيتعين رفع التصنيف الائتماني لتركيا".
وفي ما يخص اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، قال أردوغان: "يجب أن تعلم شعوب الدول الغربية أن تركيا هي الوحيدة التي تحاول منع حدوث أزمة غذاء عالمية، لسعيها بجد لإعادة فتح ممر شحن الحبوب عبر البحر الأسود".
وأضاف أن تركيا ستكون على كل طاولة كقوة استقرار لمنع العالم من الانجرار إلى أزمة جديدة في الغذاء أو الطاقة أو غيرها من الأزمات، ولمنع إراقة المزيد من الدماء.
وحول زيارته إلى سوتشي الروسية الأسبوع الماضي، لفت أردوغان إلى لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، موضحاً أن بوتين تحدث عن قدرة روسيا على شحن مليون طن من الحبوب في المرحلة الأولى عبر البحر الأسود.
وأشار أردوغان إلى أن هذه القضايا نوقشت بالتفصيل في لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى سوتشي. وقال إن بوتين أخبره أن الوعود التي قطعها الغرب لم يجر الوفاء بها.
وأضاف أن الجانب التركي بحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال قمة العشرين، إرسال مليون طن من الحبوب إلى الدول الأفريقية الفقيرة بتعاون قطري روسي تركي.
ولفت إلى بذل تركيا جهودا دبلوماسية مكثفة لإرساء السلام منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مشددا على ضرورة إيفاء الدول الغربية، بدورها، بوعودها تجاه مبادرة شحن الحبوب.
وقال إن تركيا طرحت على الرئيس الروسي شحن مليون طن في الوقت الراهن، مع مواصلة أنقرة حث روسيا على زيادة هذه الكمية.
(الأناضول)