أثرياء روسيا يهربون من أوروبا إلى دول شرق أوسطية

12 مايو 2022
يخت الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش في مياه البوسفور التركية (Getty)
+ الخط -

بينما تتكثف المطاردات للأثرياء الروس في العواصم الغربية وتشدد أوروبا العقوبات على روسيا، يتزايد بحث رجال الأعمال وأغنياء روسيا عن ملاذات آمنة لحماية أموالهم ويخوتهم الفاخرة وطائراتهم الخاصة من قبضة العقوبات الغربية. ومن بين الملاذات التي تتوفر لأثرياء روسيا بعض دول المنطقة التي ترفض بعضها حتى الآن تبني العقوبات الغربية على روسيا وتستقبل قائمة الأشخاص الذين تربطهم صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في هذا الصدد، أصبحت كل من الأمارات العربية المتحدة التي تتوتر علاقاتها مع واشنطن، وتركيا التي تتخذ موقف الحياد من الحرب الروسية في أوكرانيا وترفض الحظر الغربي، من بين أبرز الملاذات الرئيسية التي يحبذها الأثرياء الروس. وحسب مجلة فوربس الأميركية التي تتبع أخبار المليارديرات وأصحاب المال في العالم، فإن نحو 8 يخوت فاخرة بينها يخت الملياردير الشهير رومان أبراموفيتش الذي تقدر قيمته بنحو 438 مليون دولار، وصلت إلى الشواطئ التركية منذ بداية تنفيذ العقوبات الغربية.

ويقدر موقع "فيسلز فاليو" المتخصص في تقييم العقارات الفخمة، قيمة اليخوت الروسية التي هربت إلى الشواطئ التركية حتى الآن بنحو 1.1 مليار دولار. ورغم أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي الدفاعي الغربي "ناتو"، إلا أنها تتخذ موقفاً محايداً من الحرب الروسية في أوكرانيا وترفض تبني العقوبات الغربية على روسيا.

في هذا الشأن، تقول مديرة الاتصال في شركة "سبيس" للعقارات الفاخرة في إسطنبول، زينيب فيراتوغلو: "تظل تركيا واحدة من الخيارات المتاحة للأثرياء الروس الذين يتعرضون للمصادرة في الغرب". وتضيف في تعليقات لمجلة فوربس الأميركية، أن "موقع تركيا الجغرافي وتقدم أسواقها المالية ونظامها المصرفي السهل وموقفها السياسي المحايد من الحرب الروسية في أوكرانيا تجعلها جاذبة للأثرياء الروس".

وما يغري الأثرياء الروس بالهروب إلى تركيا إلى جانب هذه العوامل فرصة الحصول على الجواز التركي خلال شهور من قدومهم إلى البلاد. وحسب "قانون الإقامة والجنسية مقابل الاستثمار" في تركيا، فإن الأثرياء الروس يستطيعون الحصول على الجنسية التركية مقابل استثمار 250 ألف دولار فقط في العقارات أو 500 ألف دولار في السندات التركية.

وفي أعقاب تنفيذ مثل هذه الصفقات التي لا تعني شيئاً للأوليغارشي الروسي، فإنه يحصل على الجنسية ثم الجواز في فترة قصيرة تراوح بين 3 إلى 4 شهور.

وتشير بيانات مصلحة الإحصاء التركية إلى أن مشتريات الأجانب في العقارات التركية انتعشت بشكل ملحوظ منذ بداية التوتر العسكري على الحدود الأوكرانية في فبراير/ شباط الماضي وخلال شهور الحرب الجارية حالياً في أوكرانيا، حيث ارتفعت مشتريات الأجانب بنسبة 55% في فبراير/ شباط الماضي وارتفعت بمعدل أعلى بنسبة 21% في مارس/ آذار الماضي عن الارتفاع الذي شهدته في فبراير.

ويرى محللون في تركيا أن سبب هذا الارتفاع يعود إلى زيادة مشتريات المستثمرين الروس بنسبة 96% ومشتريات الأوكرانيين بنسبة 85%. وإضافة إلى الحصول على الجوازات التركية يبحث الأثرياء الروس عن استثمارات تدر عليهم دخلاً محترماً وتمكنهم من التواصل مع المواطنين الروس، خاصة في منتجعات يؤمها الروس مثل أنطاليا.

كما أن الليرة المنخفضة تتيح للأثرياء الروس الذين يشترون بالدولار واليورو والإسترليني فرصة الحصول على قيمة أعلى لتحويلاتهم المالية لدى الاستثمار.

وعلى صعيد الإمارات التي تعد من الملاذات المفضلة لدى الأثرياء الروس، تواصل الأعمال التجارية والعقارات والسياحة حصد ثمار العقوبات الغربية المشددة على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا.

وحسب تقارير غربية على هامش سوق السفر العربي الذي أنطلق في دبي أول من أمس، فإن السوق الإماراتية، خاصة سوق العقارات تواصل الاستفادة من مشتريات الأثرياء الروس للفلل والشقق الفاخرة، وكذلك من توظيفات حركة السياحة النشطة القادمة من روسيا.

ولا يبدو رجال الأعمال في دولة الإمارات مكترثين بالحظر الغربي على موسكو. في هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لسلطة السياحة في رأس الخيمة، راكي فيليبس، في تعليقات نقلتها وكالة بلومبيرغ أمس الثلاثاء، إن روسيا ظلت دائماً من بين أكبر ثلاثة مصادر للسياحة في الأمارة ويمثل السياح من روسيا وبيلاروسيا نحو 10% من إجمالي سياح أمارة رأس الخيمة.

من جانبها قالت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، إن مشتريات الأثرياء الروس للعقارات في دبي ارتفعت بنسبة 67% في الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري.

وقال اقتصادي روسي للصحيفة البريطانية، إن نحو 200 ألف روسي غادروا إلى دبي منذ بداية الحرب. وما يشجع الأثرياء الروس في الإمارات، الحصول على فيزا بشكل تلقائي لدى وصولهم إلى المطارات الإماراتية، كما أنهم لا يواجهون تساؤلات مالية عن مصادر التمويل لدى عمليات شراء العقارات.

من جانبها تقول صحيفة "نيويورك تايمز"، إن حوالى 24 مستثمراً تربطهم علاقات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يملكون عقارات في دبي.

وحسب بيانات مركز الدراسات الدفاعية في واشنطن فإن نحو 38 رجل أعمال ومسؤولا روسيا مقربين من الكرملين يملكون فللا فاخرة في الإمارات تقدر قيمتها بنحو 314 مليون دولار، من بينهم ستة أفراد شملتهم العقوبات الاقتصادية على روسيا.

المساهمون