كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الثلاثاء، عن تنامي إقدام أثرياء أميركا على سحب أموالهم من الحسابات المصرفية بحثًا عن أرباح أعلى.
ولا تزال البنوك الكبرى تدفع سعر فائدة متدنية على الحسابات الجارية وحسابات التوفير لديها على الرغم من الزيادات الحادة لأسعار الفائدة التي نفذها مجلس الاحتياط الفيدرالي " البنك المركزي الأميركي".
وأضافت الصحيفة، في تقرير، أن بعض الأثرياء ينقلون المدخرات الإضافية التي جمعوها خلال فترة الوباء إلى الأدوات الاستثمارية الأخرى التي تتبع معدلاتها مسارات الفائدة التي يقرها مجلس الاحتياط الفيدرالي صعوداً ونزولاً.
لا تزال البنوك الكبرى تدفع فائدة متدنية على الحسابات الجارية وحسابات التوفير رغم الزيادات الحادة للزيادات التي نفذها الفيدرالي
ويدفع حساب التوفير النموذجي في البنوك الأميركية في المتوسط نسبة فائدة معدلها 0.33%، وفقًا لشركة تأمين الودائع الفدرالية الأميركية، وفي الوقت نفسه تدفع جميع أوراق الخزانة وصناديق أسواق المال وشهادات الإيداع نسبة فائدة تراوح بين 4% و5%.
وقال المحلل المالي بمصرف "باركليز بي إل سي" البريطاني، جيسون غولدبيرغ: "في كل مرة يرفع فيها مجلس الاحتياط الفيدرالي الفائدة على الدولار يزداد الهروب من البنوك وسحب النقد الخامل في الحسابات ذات العائد المنخفض على أدوات مالية أخرى".
وأضاف أن "أصحاب الأموال الفائضة عن حاجتهم يبحثون عن مصادر استثمار أخرى غير الحسابات المصرفية".
وتمتلك أكبر شركات إدارة الثروات في البنوك التجارية ودائع بمليارات الدولارات للعملاء، وتستفيد من هذه الودائع في الحصول على ربحية عالية عبر استثمارها في مجالات مختلفة.
وعلى الرغم من العوائد المرتفعة المتوفرة في أماكن أخرى، فقد اختار العديد من اصحاب الأموال الاحتفاظ بها في الحسابات المصرفية خلال العام الماضي بسبب عدم اليقين حول مسار الاقتصاد الأميركي.
لكن مع بشائر تحسن المناخ الاستثماري في سوق "وول ستريت" تتزايد وتيرة سحب الأموال من الحسابات المصرفية إلى الصناديق وشركات توظيف الأموال.
وحسب "وول ستريت جورنال، تراجعت الودائع في وحدة الثروة بمصرف "بانك أوف أميركا" والتي تشمل مصرف "ميريل لينش" لإدارة الثروات، بنسبة 17% في العام الماضي 2022 إلى 324 مليار دولار. وتراجعت الودائع في وحدة المستهلك بالبنك بنسبة 0.6% إلى تريليون دولار.
وقال الرئيس التنفيذي للبنك، بريان موينيهان في مكالمة مع محللين، إن العملاء الأثرياء ينقلون أموالهم إلى صناديق أسواق المال.
ودفع "بانك أوف أميركا" فوائد نسبتها 0.06% فقط على ودائع المستهلكين في الربع الرابع من العام الماضي و0.88% على الودائع بفائدة في جميع الفروع الأميركية.
بينما يدفع مصرف "ميريل لينش" الفرع الاستثماري لـ"بانك أوف أميركا" سعر فائدة معدلها 3.98% على الحساب المصرفي التي تبلغ إيداعاته 100 ألف دولار على الأقل.
وتراجعت ودائع إدارة الثروات بمصرف "ويلز فارغو" بنسبة 28% لتصل إلى 139 مليار دولار في عام 2022 مقارنة بالعام السابق، كما انخفضت ودائع المستهلكين في البنك بنسبة 3%.
وفي ذات الصدد، انخفضت الودائع بمصرف "جي بي مورغان" بنسبة 17% في وحدة إدارة الأصول والثروات وبنسبة 3% في الخدمات المصرفية للأفراد.
ويدفع المصرف فوائد نسبتها 3% للعميل الذي يودع 10 آلاف دولار لمدة سنة كاملة، وترتفع هذه الفائدة إلى 3.75% للعميل الذي يودع 100 ألف دولار أو أكثر في الحساب.