أبرز 5 محطات في 2024 مرشحة لتغيير وجه الاقتصاد العالمي

01 يناير 2025
ترامب في مركز مؤتمرات فينيكس، أريزونا، 22 ديسمبر 2024 (ريبيكا نوبل/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الاضطرابات السياسية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي: شهد عام 2024 تغييرات سياسية كبيرة، مثل إعادة انتخاب ترامب وتصاعد الحروب التجارية، وفوز مودي بولاية ثالثة في الهند، واضطرابات في بنغلادش، مما أثر على الأسواق العالمية.

- التوترات في الشرق الأوسط وأوروبا: انتهى حكم الأسد في سوريا، واستمر العدوان الإسرائيلي، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، مما زاد التوترات وأثر سلباً على الاقتصاديات المعنية.

- التغير المناخي والذكاء الاصطناعي: ارتفعت درجات الحرارة العالمية، مما أثر على الاقتصاد، بينما زاد دور الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية، مما خلق تحديات وفرصاً جديدة.

تأثرت مجريات الاقتصاد العالمي في عام 2024 بسلسلة من التطورات التي عزّزت بشدة حالة عدم اليقين، ولا سيما مع إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة لولاية جديدة ليحل سيّداً في البيت الأبيض خلفاً للرئيس الحالي جو بايدن الذي هزمه في انتخابات مثيرة للجدل قبل أربع سنوات، مع ما يعنيه ذلك من تأجّج متوقع للحروب التجارية.

ويُضاف إلى العوامل المؤثرة في رسم ملامح الاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة، ما تنتجه الحرب الروسية المتواصلة على أوكرانيا، وما أفضت إليه الثورة السورية من إسقاط لنظام بشار الأسد، وما يمليه من تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين وخروقاته اتفاق الهدنة مع لبنان واجتياح أجزاء واسعة من سورية، فضلاً عن تحولات يفرضها تنامي حضور الذكاء الاصطناعي في حياة البشر، والتهديدات التي يمليها أكثر التغيّر المُناخي على طبيعة الأرض ثرواتها.

هذه العوامل البارزة وغيرها، تُعيد، في رأي خبراء "إي تي إيدج إنسايتس" (etedge-insights)، تعريف النمو الاقتصادي والسبل الآيلة إلى تحقيقه على ضوء كل ما يشهده العالم من توترات جيوسياسية واجتماعية والاقتصادية ستفرض على الدول آليات تنافسية مرهقة في المرحلة القادمة.

1 - انتخابات واضطرابات

سيطرت الانتخابات على المسرح العالمي إلى حد كبير، حيث سعى المواطنون إلى إحداث فرق في عدة دول، إما من خلال تجاهل شاغلي المناصب تماماً وإما إعادة إحيائهم بحذر في أجزاء مختلفة من العالم. ومن ذلك، مثلاً، صعود الدولار سريعاً بمجرد أن أصبحت محسومة وحقيقة واقعة عودة ترامب إلى البيت الأبيض رئيساً للولايات المتحدة.

وفي شبه القارة الهندية، حصل ناريندرا مودي على ولاية ثالثة رئيسَ وزراء للهند بعدما منحه الناخبون الهنود فرصة أخرى، وإن كان بفارق ضئيل ومن دون أغلبية واضحة، علماً أن الحكومة الجديدة لديها تغييرات كبيرة على خط ضريبة السلع والخدمات والضرائب في المستقبل القريب، وهو الأمر الذي أثار ردات فعل متباينة من الجماهير. كما نزل المواطنون إلى شوارع بنغلادش قبل إطاحة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، ما ترك المنطقة بأكملها متقلبة لأول مرة منذ عام 1971.

2 - الاقتصاد العالمي والشرق الأوسط

انتهى حكم نظام بشار الأسد في سورية عندما سقط الرئيس السابق بمناورة سريعة غير متوقعة، في حين كان بعض المراقبين يعتقد أن الأسد سيُطاح في السنوات القادمة، بينما كان يرى آخرون أن هذا لن يحدث أبداً. ومع ذلك، لم يستطع أحد أن يتنبأ بفعالية الثورة التي أنهت حرباً أهلية سورية دامت 13 عاماً. كما لم ينتهِ بعد العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مع ما لذلك من تأثير مدمّر على الاقتصاد الفلسطيني وتداعيات باهظة على الاقتصاد الإسرائيلي. ولم يكن الاقتصاد اللبناني بمنأى عن العدوان الإسرائيلي على لبنان. وإلى جانب ذلك، تستمر هجمات البحر الأحمر بالتأثير على حركة التجارة العالمية. أيضاً، شهد عام 2024 تحوّل ما كان يُعد سابقاً أسوأ سيناريو إلى حقيقة باشتباك إسرائيل وإيران بهجمات مباشرة.

3 - الحرب الأوكرانية

استمرت العمليات الحربية بين روسيا وأوكرانيا للعام الثالث على التوالي، مع ما يتخللها من مواجهات حربية قاسية وما تنتجه من صراع مستحكم بين موسكو والاتحاد الأوروبي ومن خلفه طبعاً الولايات المتحدة. ولكل هذا الصراع فواتيره الغالية أكان على الاقتصاد الروسي أم نظيره الأوروبي والمواطنين عند الطرفين.

4 - المناخ يفرض نفسه

شهد عام 2024 ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بشكل كبير في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى سبتمبر/ أيلول، إلى 1.54 (± 0.13) درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الصناعة. وهذا ما دفع بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى إصدار تحذير أحمر استباقي، وتم إثبات دقته مباشرة بمرور الأشهر، علماً أن الفترة بين 2015 و2024 شكلت العقد الأكثر حرارة على كوكب الأرض. ومع ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر بوتيرة مثيرة للقلق، كان الطقس في عام 2024 متطرفاً، حيث عطل الحياة الطبيعية وشكّل عاملاً تدهورياً للعديد من الاقتصادات حول العالم. فقد أثّر الجفاف المستمر للعام الثاني على التوالي بقوة في أميركا الجنوبية، ليضرب منطقة الأمازون التي تُعتبر ضرورية لتأمين سبل عيش ملايين الناس.

5 - اجتياح الذكاء الاصطناعي

تنامى حضور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بقوة هائلة في عام 2024، إذ بدأت بعض التطورات المذهلة تتبلور. وبصرف النظر عن تبسيط عمليات التصنيع، أصبح الذكاء الاصطناعي مؤثراً كثيراً في قطاع الرعاية الصحية من خلال تحسين رعاية المرضى. وقد أصبح نمو تكنولوجيا هذا الذكاء عاملاً تنافسياً شديداً بين الدول، ولا سيما العظمى منها، حيث تتمتع بلدان، مثل الولايات المتحدة والصين، بميزات كبيرة على نظيراتها.

في المحصلة، ومن مشاهدة الصراعات الإقليمية واسعة النطاق والاضطرابات السياسية والخطوات الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تحمل وطأة تغير المناخ، كان عام 2024 مليئاً بالكثير من الإثارة ومباعث القلق. لكن يبقى السؤال عن مصير الاقتصاد العالمي وازدهاره وطموح الرفاهية عند البشر على ضوء المخاطر والمشكلات العديدة التي سبّبتها أحداث عام 2024 على العالم.

المساهمون