استمع إلى الملخص
- تضم إيران موانئ رئيسية مثل خارك، جاسك، بندر عباس، عسلويه، وماهشهر، حيث تُعتبر الصين والهند من أكبر المستوردين للنفط الإيراني.
- تواجه إيران تحديات بسبب العقوبات الدولية، لكنها تلتف عليها عبر طرق غير مباشرة، مع التركيز على آسيا كشريك رئيسي، مما يعزز دورها في أسواق النفط والغاز.
تعد إيران واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم ومصدّريه حيث يتجاوز إنتاجها اليومي 3.6 ملايين برميل، وتملك العديد من الموانئ النفطية الرئيسية التي تلعب دورًا حيويًّا في تصدير النفط والغاز، ما جعلها بمثابة شريان الحياة للاقتصاد الإيراني. وتتمركز هذه الموانئ النفطية على الخليج العربي بشكل خاص، نظرًا إلى قربه من الدول الرئيسية المستوردة للنفط والغاز. وفي الآونة الأخيرة، ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تحدثت تقارير غربية عن أن إسرائيل تدرس توجيه ضربات ضد البنية التحتية النفطية الإيرانية، بما في ذلك الموانئ النفطية. ووفقاً لـ"تايمز أوف إسرائيل" و"DW"، جاءت هذه الاحتمالات جزءًا من الرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، التي استهدفت مواقع عسكرية في إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي.
وصرح الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل حول مثل هذه الضربات المحتملة، لكن واشنطن أوصت بالنظر في بدائل لتجنب تفاقم الصراع بشكل كبير، مما قد يؤثر على إمدادات النفط العالمية ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
أهم الموانئ النفطية الإيرانية وأهمية كل منها:
1. ميناء خارك (Kharg Island):
يُعتبر ميناء خارك أهم الموانئ النفطية في إيران، ويقع على جزيرة خارك في الخليج العربي. ويُقدر أن حوالي 90% من صادرات النفط الإيراني تمر عبر هذا الميناء، مما يجعله الأكبر في البلاد.
صدر الميناء حوالي مليوني برميل يوميًّا من النفط الخام، بحسب تقديرات 2023، وكانت أهم البلدان المستوردة التي تتعامل مع ميناء خارك الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، حيث تعتبر الصين والهند من أكبر المستوردين.
2. ميناء جاسك (Jask):
ميناء جاسك هو ميناء نفطي حديث تم افتتاحه لتقليل اعتماد إيران على مضيق هرمز في تصدير النفط، حيث يقع على بحر عمان، مما يمنح إيران مرونة أكبر في تصدير النفط بعيدًا عن المخاطر الجيوسياسية في مضيق هرمز.
بدأ العمل في الميناء بكميات محدودة، لكن بمرور الوقت استهدف تصدير حوالي مليون برميل يوميًّا في المستقبل القريب، ويتم تطويره ليكون بديلًا استراتيجيًّا لميناء خارك.
وكما كان الحال مع ميناء خارك، تُعتبر الصين والهند من بين أكبر المستوردين من ميناء جاسك.
3. ميناء بندر عباس (Bandar Abbas):
يُستخدم ميناء بندر عباس مركزًا رئيسيًّا لتصدير المنتجات البترولية المكررة مثل البنزين والديزل، ويقع الميناء في الخليج العربي ويعد أحد أكبر الموانئ النفطية التجارية في إيران، وليس فقط في مجال النفط.
يتم تصدير كميات كبيرة من المنتجات البترولية المكررة من هذا الميناء إلى الأسواق الآسيوية، ويُقدر أن حوالي 600 ألف برميل يوميًّا من المنتجات المكررة تمر عبره. وتشمل الدول المستوردة من بندر عباس الإمارات وسلطنة عمان والهند، إضافة إلى أسواق آسيوية أخرى.
4. ميناء عسلويه (Asaluyeh):
ميناء عسلويه هو ميناء مهم آخر لإيران، لكنه يرتبط بشكل أساسي بصناعة الغاز الطبيعي. ويقع الميناء بالقرب من حقل الغاز الضخم "بارس الجنوبي"، الذي يُعد أكبر حقل غاز في العالم. ويتم تصدير الغاز الطبيعي المسال (LNG) ومشتقات الغاز من هذا الميناء إلى دول آسيوية رئيسية مثل الصين والهند. ويُقدّر أن إيران تصدر حوالي 30 مليون متر مكعب من الغاز يوميًّا من خلال هذا الميناء.
5. ميناء ماهشهر (Mahshahr Port)
يقع ميناء ماهشهر على الخليج العربي ويُستخدم لتصدير المنتجات البترولية المكررة، مثل البنزين والديزل. ويعتمد العديد من المصافي في جنوب إيران على هذا الميناء لتصدير منتجاته إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، حيث يتم تصدير المنتجات المكررة إلى دول مثل العراق، باكستان، والإمارات.
الموانئ النفطية الإيرانية وأهم الشركاء التجاريين
تشكل آسيا الوجهة الرئيسية لصادرات النفط والغاز الإيراني، مع التركيز بشكل خاص على الصين، التي تعد الشريك التجاري الأكبر لإيران في مجال النفط، حيث تستورد ما يقارب 25%-30% من صادرات النفط الإيراني.
وتتعامل إيران أيضاً من خلال تلك الموانئ مع الهند، التي تستورد كمية كبيرة من النفط الإيراني، تُقدّر بنحو 15%-20% من صادرات إيران. وتستورد كل من تركيا وكوريا الجنوبية نسبة كبيرة من النفط والمشتقات النفطية من إيران.
وتواجه صادرات النفط الإيرانية العديد من التحديات نتيجة العقوبات الدولية المفروضة عليها. ومع ذلك، تمكنت إيران من الالتفاف على بعض العقوبات عبر استخدام طرق غير مباشرة، مع توسيع شبكة عملائها في آسيا. ورغم هذه العقبات، تستمر إيران في لعب دور حيوي في أسواق النفط والغاز، حيث تعتمد على الموانئ النفطية الكبرى لضمان تدفق صادراتها.