تتزايد الآمال بتركيا، كلما اقترب انقشاع آثار وباء كورونا، التي شلت الاقتصاد العالمي، لتعلن عن "مفاجآت وبرامجها الجديدة" التي قال نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، إنها ستحول بلاده إلى واحدة" من أهم مراكز الإنتاج بالعالم" بعد جائحة فيروس كورونا.
فتركيا التي حققت نمواً اقتصادياً بمعدل 1.8% خلال العام الماضي، محتلة المركز الثاني بعد الصين، في قائمة الدول الأكثر نمواً ضمن بلدان مجموعة العشرين، ستكون "قبلة الإنتاج ومن المراكز الاقتصادية العالمية خلال العامين المقبلين" بحسب ما يقول المحلل التركي، يوسف كاتب أوغول، الذي يشير إلى أن ملامح التطلع التركي سيوضحها برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي ستعلنه تركيا، على الأرجح، الثلاثاء المقبل.
ويقول كاتب أوغول، لـ"العربي الجديد"، إنّ الهدف الحكومي الأول من البرنامج العتيد، هو تحويل تركيا، كما الصين، إلى مركز إنتاج عالمي، بعد أن تستكمل المنظومة القانونية لذلك، وتقدم تسهيلات وإعفاءات تجذب جراءها أهم الشركات والرساميل الدولية.
وقد بدأت تركيا، بحسب كاتب أوغلو، على صعيد السيارات، فاستقطبت كبرى الشركات العالمية، وباتت مدينة بورصة من أكبر مراكز صناعة السيارات بالعالم، وتؤسس اليوم لتكون إسطنبول من أكبر المراكز المالية والمصرفية، خاصة على صعيد الصيرفة الإسلامية، فضلاً عن استعداها لتأسيس ما يلزم، على صعيد البرمجيات والصناعات الفضائية، بعد أن دخلت بقطاع الصناعات الدفاعية لعالم الكبار، واحتلت مراكز متقدمة على صعيد سفن التنقيب والحربية وصناعة الطائرات المسيرة والبنادق وغيرها.
ويلفت المحلل التركي، إلى أن هذه التوجهات لن تكون على حساب نقاط القوة التركية، وخاصة قطاع الزراعة وبقاءها سلة غذاء لأوروبا وروسيا، أو صناعة الدراما والسياحة العلاجية، كاشفاً أن تركيا تدعم شركات الإنتاج السينمائي والدرامي عن كل ساعة تصدر، وتدعم شركات السياحة العلاجية عن كل مريص يدخل تركيا، فالقصة برأيه "إعادة هيكلة وتحديد أولويات تتناسب مع العصر، وما بعد جائحة كورونا ومكانة تركيا بعد الاكتشافات النفطية والغاز".
وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، قد أكد، أمس الأربعاء، أنّ تركيا ستصبح من أهم مراكز الإنتاج في العالم بعد جائحة فيروس كورونا، مشيراً، خلال مشاركته كضيف في المنتدى الاقتصادي العالمي عبر "الفيديو كونفرانس"، إلى أنّ تركيا حددت المجالات ذات الأولوية القصوى في التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأمن السيبراني وغيرها.
وبيّن نائب الرئيس التركي أن بلاده تقوم بكافة الخطوات اللازمة لتحسين مناخ الاستثمار والقدرة على التنبؤ، مضيفا أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لتركيا والعمالة المتقدمة فيها وإمكانات السوق المحلية العالية فيها ستجعلها مركز إنتاج بديل وأكثر تنافسية بعد الجائحة، كاشفاً عن وضع خارطة طريق توفر نمواً اقتصاديًا مستدامًا على أساس الاستثمار والإنتاج والتوظيف والصادرات.
ويترقب أتراك ومهتمون برنامج تركيا الاقتصادي الذي رجّح وزير الخزانة والمالية، لطفي ألوان أن يعلن يوم الثلاثاء المقبل، معتبراً، خلال تصريحات لوكالة "الأناضول"، أمس الأربعاء، أنه بمثابة "خريطة طريق من أجل فرص هامة بعد جائحة كورونا، لأنه سيركز على اغتنام الفرص الاقتصادية الموجودة أمام تركيا في المرحلة المقبلة، ويزيد من النمو التركي".
بالسياق ذاته، رفعت وكالة "فيتش" الدولية للتصنيف الائتماني، توقعاتها حول نمو الاقتصاد التركي خلال العامين الجاري والمقبل، مشيرة خلال تقريرها حول آفاق الاقتصاد العالمي، إلى أن ينمو الاقتصاد التركي خلال 2021 بنسبة 6.7%، وفي 2022 بنسبة 4.7%.
وبينت الوكالة الدولية أن تركيا كانت قد سجلت في 2020 نموًا بنسبة 1.8% بزيادة بلغت 0.2% عن التوقعات السابقة لها، مشيرة إلى أن تركيا واحدة من ضمن الاقتصاديات التي سجلت نموًا مع الصين.
وأضافت "فيتش" أنّ دعم الدعم النقدي والائتماني القوي، قد عزز مقاومة الاقتصاد التركي خلال 2020، لكنه مع نهاية العام تسبب في ارتفاع التضخم إلى مستوى 14%، لكن التضخم في تركيا سيصل إلى 11.5% مع نهاية 2021، وإلى مستوى 9.2% بحلول نهاية العام المقبل 2022.