أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء، أنها توصلت إلى اتفاق مع ألمانيا بشأن خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل، ينص على فرض عقوبات ضد روسيا ويسعى لتمديد عمليات عبور الغاز عبر أوكرانيا.
جاء ذلك عقب إعلان الكرملين الأربعاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعربا عن رضاهما عن قرب اكتمال المشروع خلال مكالمة هاتفية.
وفيما أعربت كييف ووارسو عن رأيهما بأن مشروع الأنابيب يهدد أوكرانيا وأوروبا الوسطى كلها، وعدت ألمانيا بتقديم مليار دولار لأوكرانيا للتّحول إلى الطاقة النظيفة وخفض اعتمادها على روسيا، في اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الخط، كما قال مسؤول أميركي الأربعاء.
وأوضح المسؤول للصحافيين، شرط عدم كشف هويته، أن "ألمانيا التزمت إنشاء وإدارة صندوق للطاقة بقيمة مليار دولار من أجل دعم تحول أوكرانيا إلى الطاقة النظيفة".
وقد رحّب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بتوصّل برلين وواشنطن إلى اتفاق حول الخط الهادف إلى ربط ألمانيا وروسيا، واصفاً إياه بـ"حل بنّاء". وقال في تغريدة: "توصّلنا الى حلّ بناء بشأن نورد ستريم 2"، موضحاً أن بلاده "ستعمل على ضمان نقل الغاز عبر أوكرانيا خلال العقد المقبل".
Bin erleichtert, dass wir in Sachen #NordStream2 mit den #USA🇺🇸 eine konstruktive Lösung gefunden haben. Wir werden die #Ukraine🇺🇦 beim Aufbau eines grünen Energiesektors unterstützen & uns dafür einsetzen, den Gastransit durch die Ukraine im nächsten Jahrzehnt zu sichern.
— Heiko Maas 🇪🇺 (@HeikoMaas) July 21, 2021
وسارع الجمهوريون، خصوم الرئيس جو بايدن، إلى التنديد بالاتفاق ووصفوه بأنه "هدية" للرئيس فلاديمير بوتين، لكن الإدارة الاميركية ردت بأنها تحاول ضمان نتيجة إيجابية من خط الأنابيب الذي أصبح شبه مكتمل.
وقالت المكلفة الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أثناء كشفها تفاصيل الاتفاق خلال جلسة لمجلس الشيوخ، "إنه وضع سيئ وخط أنابيب سيئ، لكننا نحتاج إلى المساعدة في حماية أوكرانيا وأشعر بأننا اتخذنا بعض الخطوات المهمة في هذا الاتجاه".
وألغى بايدن الذي استقبل المستشارة أنغيلا ميركل الأسبوع الماضي، معظم العقوبات المرتبطة بخط الأنابيب والتي طالب بها الكونغرس، بذريعة أن الوقت قد فات لوقفه وأنه من الأفضل التعاون مع ألمانيا.
ولاقى مشروع خط الأنابيب الذي يمر عبر بحر البلطيق معارضة شديدة من أوكرانيا التي تقاتل انفصاليين موالين لموسكو منذ العام 2014 وتعتبر أن نقل الغاز الروسي عبر أراضيها يمثل وسيلة ضغط حيوية.
وأضافت نولاند خلال جلسة برلمانية: "إذا حاولت روسيا استخدام الطاقة كسلاح أو لارتكاب أعمال عدوانية أخرى ضد أوكرانيا، فإن ألمانيا تلتزم، في هذا الاتفاق معنا، اتخاذ تدابير على المستوى الوطني والضغط من أجل اتخاذ تدابير فعالة على المستوى الأوروبي، بما في ذلك عقوبات، لحصر قدرات التصدير الروسية نحو أوروبا في قطاع الطاقة".
وتابعت: "الجانب الآخر من هذا الاتفاق هو دعم تمديد اتفاق عبور الغاز بين روسيا وأوكرانيا والذي ينتهي في العام 2024.(...) لمدة عشر سنوات إضافية".
طمأنة أوكرانيا
وفي إظهار لدعم حازم لكييف، أعلنت الإدارة الأميركية الأربعاء، أن بايدن سيستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في 30 أغسطس/آب.
وتوجه مسؤول كبير آخر في وزارة الخارجية، هو ديريك شوليت، هذا الأسبوع إلى كل من أوكرانيا وبولندا من أجل مناقشة الاتفاق بشأن خط الأنابيب.
وقالت نولاند إن الاتفاق سيشمل أيضاً أرقاماً مالية "واقعية" لمساعدة أوكرانيا على تنويع إمدادات الطاقة.
وقد أشادت ألمانيا التي كانت تواجه خلافات محتدمة مع الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، بنهج بايدن واعتبرته إعادة إحياء للتحالف.
وسرعان ما انتقد الجمهوريون الاتفاق قائلين إنه بمثابة خيانة لأوكرانيا وتشجيع لبوتين. وقال السناتور الجمهوري تيد كروز مشيراً إلى مخاوف بشأن الخط: "كنا نعلم دائماً أن بايدن وبوتين لطالما كانا متفقين، والآن باتا متقاربين أكثر".
وقد واجه بايدن أيضاً انتقادات من ديموقراطيين على خلفية المشروع، لكن المدافعين عنه وصفوا هجمات الجمهوريين بأنها مثيرة للسخرية، إذ إن ترامب أشاد من دون خجل ببوتين وأبدى نفوراً تجاه أوكرانيا من خلال مكالمة هاتفية حاول فيها لي ذراع زيلينسكي ما أدى إلى أول محاكمة له.
وردت نولاند، وهي دبلوماسية محترفة سابقة اشتهرت بدعم المتظاهرين المؤيدين للغرب في أوكرانيا عام 2013، بصراحة على كروز بأن إدارة ترامب التي تولت السلطة عام 2017، تتحمل مسؤولية.
وقالت: "أعتقد أننا كنا عام 2016 في طريقنا إلى وقف مشروع خط الأنابيب. عندما تولت إدارة بايدن السلطة بعد أربع سنوات، كان خط الأنابيب هذا قد أصبح مكتملاً بنسبة 90%".
(فرانس برس، العربي الجديد)