نقلت رويترز عن وثيقة سرية أن "أوبك" وحلفاءها يخشون أن تدفع موجة ثانية طويلة من جائحة كوفيد-19، وقفزة في الإنتاج الليبي، سوق النفط إلى فائض في المعروض العام المقبل قدره 0.2 مليون برميل يومياً، وذلك في توقعات أكثر قتامة منها قبل شهر واحد فقط.
وخلال اجتماع شهري أجري عن بُعد، أمس الخميس، بحثت لجنة تضم مسؤولين من منتجي أوبك+ تعرف باللجنة الفنية المشتركة هذا التصور الأسوأ. في سبتمبر أيلول، لم تكن اللجنة تتوقع فائضا في ظل أي تصور بحثته.
ومن المقرر أن تجتمع "أوبك+" في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني والأول من ديسمبر/ كانون الأول لوضع السياسات. وأي فائض في المعروض قد يهدد خطط أوبك وروسيا وحلفائهما، في إطار "أوبك+"، تقليص حجم تخفيضات الإنتاج التي نفذوها هذا العام بإضافة مليوني برميل من النفط يوميا إلى السوق في 2021، فيما لم تشر منظمة البلدان المصدرة للبترول حتى الآن إلى أي خطة لإلغاء الزيادة في الإمدادات.
تراجع الأسعار
هذا وهبطت أسعار النفط عند الفتح اليوم الجمعة، إذ تأثرت سلبا بفعل مخاوف من أن ارتفاعا كبيرا للإصابات بكوفيد-19 في أوروبا والولايات المتحدة يكبح الطلب في منطقتين من بين أكبر المناطق المستهلكة للوقود في العالم، بينما أضافت قوة الدولار المزيد من الضغوط على الأسعار.
ووفقا لبيانات رويترز، نزل سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر/ كانون الأول 0.9% إلى 42.78 دولارا بحلول الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم نوفمبر/ تشرين الثاني 0.9% إلى 40.61 دولارا.
ويتجه الدولار إلى أفضل أداء أسبوعي في هذا الشهر اليوم، إذ تسبب ارتفاع الإصابات بالفيروس وتعثر إحراز تقدم صوب تحفيز أميركي في سعي المستثمرين القلقين لشراء الأصول الآمنة. ويميل النفط المُسعر بالدولار للانخفاض حين يرتفع الدولار، إذ تصبح مشتريات الوقود للمشترين الذين يدفعون بعملات أخرى أعلى تكلفة.
وأنهت لجنة فنية تابعة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء منتجين للنفط، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، اجتماعها أمس الخميس، وأبدت قلقها بشأن ارتفاع إمدادات النفط في الوقت الذي تقيد فيه قيود اجتماعية لكبح كوفيد-19 استهلاك الوقود.
ومن المقرر أن تقلص أوبك تخفيضات الإمدادات الحالية البالغة 7.7 ملايين برميل يوميا بمقدار مليوني برميل يوميا في يناير/ كانون الثاني، حتى في الوقت الذي اعترف فيه أمين عام "أوبك"، محمد باركيندو، بأن الطلب على الوقود يبدو ضعيفا.
وقالت مصادر في "أوبك+" إن التوقعات السلبية للطلب وارتفاع الإمدادات من ليبيا ربما تعني أن "أوبك" قد تمدد التخفيضات القائمة في العام المقبل.
خسائر "شلمبرغير"
وقد تكبدت "شلمبرغير"، أكبر شركة لتقديم خدمات الحقول النفطية في العالم، اليوم الجمعة، ثالث خسارة فصلية على التوالي، إذ يتسبب انخفاض مستمر في أسعار النفط في العام الجاري بسبب كورونا في إجبار عملائها الكبار في قطاع الطاقة على التخلي عن عمليات الحفر.
وبدأت الشركة إعلانات نتائج الأعمال من قطاع تقديم خدمات الحقول النفطية في الولايات المتحدة المتضرر بشدة، في الوقت الذي تُفرض فيه إجراءات عزل عام جديدة في بعض أجزاء العالم بسبب ارتفاع جديد في الإصابات يهدد تعافي الطلب على الخام. وبلغت أسعار النفط العالمية نحو 42.66 دولارا للبرميل صباح اليوم الجمعة.
وسجلت أميركا الشمالية أداء أسوأ بكثير من بقية أسواق الخدمات العالمية، إذ انخفضت إيرادات "شلمبرغير" من المنطقة إلى 1.16 مليار دولار من 2.85 مليار دولار قبل عام. وتهاوى إجمالي الإيرادات 38% إلى 5.26 مليارات دولار.
وسجلت الشركة مخصصات لانخفاض القيمة قدرها 310 ملايين دولار في الربع الثالث، ما يُضاف إلى أكثر من 12 مليار دولار سجلتها الشركة في الفصلين السابقين. وأعلنت عن صافي خسارة 82 مليون دولار، أو ما يعادل 6 سنتات للسهم، للربع الثالث المنتهي في 30 سبتمبر/ أيلول. وباستثناء المخصصات والائتمان، ربحت الشركة 16 سنتا للسهم في الربع بدعم من تخفيضات كبيرة للتكاليف.