سينما في المغرب؟

04 أكتوبر 2014
من فيلم "نصف السماء" لـ عبد القادر لقطع
+ الخط -

يبدو أن المغرب يعيش حراكاً سينمائياً. يخبرنا بذلك عدد الأفلام المنتَجة كل سنة: أكثر من 22 فيلماً طويلاً، وحوالي 70 فيلماً قصيراً. وكذلك يخبرنا كمُّ المهرجانات السينمائية المختلفة، المدعومة أساساً من "المركز السينمائي المغربي"، والتي جعلت لكل مدينة مغربية تقريباً مهرجانها الخاص.

الطريق الذي اختارته الدولة لدعم السينما يبقى مشجّعاً، لكنه لا يجعلنا نقول مع ذلك إن لدينا سينما في المغرب. إذ كيف لنا أن نتحدّث عن سينما في ظل عدم وجود قاعات عرض سينمائية؟

أليس من العبث أن ننتج أفلاماً لا نملك قاعات لعرضها، باستثناء بعض المدن الكبرى التي تعدّ على أصابع اليد الواحدة؟ وما جدوى المهرجانات السينمائية التي تكرّر نفسها بالرؤى والوسائل ذاتها؟

السينما بهذا التوجه الشكلي تفقد بوصلتها، فهي ليست موجّهة للداخل، للمواطن المغربي، وليس الغرض منها إعادة الجمهور إلى القاعات، كما كان الحال في الماضي، بل الرهان هو "وضع اسم المغرب بين الدول السينمائية".

الدعم الحقيقي للسينما يبدأ بتربية الأجيال على حبّها، وفتح المدارس في وجهها، ثم إعادة الروح للقاعات السينمائية وإيجاد صيغ أفضل لدعمها، والتركيز في الإنتاج على جودة الأفلام، بدلاً من الرهان على أعدادها، ثم إعادة النظر في الأسماء التي صارت مكرّسة في عملية الدعم هذه، والتي كرّست بدورها تصوّرات فنية عفا عليها الزمن.

المساهمون