تنظم جميعة "أشكال ألوان" في بيروت، محاضرة للباحث الألماني سفين لوتيكين عند الثامنة من مساء الثلاثاء، 27 من الشهر الجاري، تحت عنوان "الجماليات السياسية للنموذج الاجتماعي".
يعود أستاذ تاريخ الفن، والباحث في الدراسات الثقافية، إلى المنعطف الأساسي في النظرية الاجتماعية الذي بدأته المفكرة الأميركية جوديث باتلر من خلال نظريتها حول "الأدائية"، وبالتحديد يناقش كيف تناول الفنان البصري يوهانز ستال مقولة باتلر ليحولها إلى ما اقترحه باسم "التجمهر" باعتباره ممارسة مجازية.
سعى ستال إلى تطبيق مفهوم باتلر لـ"التجمهر الأدائي"، بهدف التنظير لنموذج التجمهر العام الذي انبثق داخل الحراك الاجتماعي على مستوى عالمي في الـ15 عاماً الأولى من القرن الحادي والعشرين في تونس ومصر وسورية وأطلق عليه "الربيع العربي"، إلى التظاهرات التي احتشدت في إسبانيا وول ستريت وأثينا وإسطنبول وغيرها.
باتلر حاولت قراءة تجميع الناس لأجسادهم في مكان واحد ثقافياً وسياساً بل وعمرياً، حالة التجمهر هذه التي صاغت شكل الاعتراض والتعبير السياسي والاجتماعي في بدايات القرن الحالي، ويعيد المحاضر الألماني قراءتها مستعيناً بأدوات باتلر وستال في محاضرته المقبلة.
يرى لوتيكين أن الحراك الاجتماعي نفسه يعتبر نموذجاً اجتماعياً حين يدعو إلى نمط جديد من الحياة وشكل من التغيير، عند ذلك ينبغي أن يسن النموذج الاجتماعي هذا المبادئ التي يسعى إلى تحقيقها؛ بمعنى من المعاني أن يقوم بتشريع أدائي للديمقراطية الراديكالية.
يناقش لوتيكين أن النموذج الاجتماعي هذا ومظاهراته، تقابله النماذج التكنولوجية، يمكن أن يعملا معاً وأن يعملا ضد بعضهما، فهذه الصيغ من "الواقع التجريدي"، يمكن أن تنتج أشكالاً من المظاهرات الاجتماعية وأن تمنع أخرى.
يذكر أن للمحاضِر عدة كتب ودراسات في هذا الخصوص وفي اهتمامات متشعبة أخرى، ومن أبرز إصداراته "الدعاية السرية: مقالات عن الفن المعاصر"، و"التاريخ في الحركة: الزمن في عصر الصورة المتحركة".