ملايين الأطفال من أجيال مختلفة حول العالم قرأوا أو سمعوا قصة الحديقة السرية أو شاهدوها على شكل مسلسل كرتوني شهير، هذه القصة التي نشرتها كاتبة الطفل البريطانية فرانسيس هودسون بورنيت، ويمكن مقارنة نجاحها بنجاح سلسلة "هاري بوتر" اليوم، حيث كتبت القصة عام 1911 وظلت حتى مطلع التسعينيات جزءاً أساسياً من مكتبة الأطفال بعد أن ترجمت إلى لغات العالم وتحولت أيضاً إلى فيلم سينمائي.
لكن اكتشافاً جديداً يُظهر جانباً مجهولاً من شخصية بورنيت (1849-1924)، حيث أعلنت المكتبة البريطانية أمس عن العثور على قصة جديدة لها كتبتها قبل 10 سنوات من وفاتها، وفيها بدأت بورنيت في كتابة سلسلة مزجت السيرة الذاتية مع الخيال.
ورغم أن بورنيت نشرت القصص في مجلة Good Housekeeping تحت عنوان "السيدة الرومانتيكية"، لكن بعضها لم يُنشر وقد عُثر على إحداها بين أوراق المكتبة البريطانية تحت عنوان "الكريسماس في الضباب" كُتبت عام 1915، مع ملاحظات الكاتبة على سير الأحداث فيها.
تكتب بورنيت على هامش النص إن عليها أن تتعامل مع واقعتين هما رحلة المؤلفة إلى نيويورك محاطة بالضباب ولقائها صدفة بطفل في مظهر رث، وتضيف: "كان وجهه أبيض وكانت عيناه تبدوان بشكل مريع، نظرة عمياء يرتجف المرء منها". وأضافت: "مظهر وجه وعين الطفل يجب أن يكون غير إنساني - غير طبيعي".
تكشف هذه القصة التي لم يلمسها أحد من مئة عام، عن الجانب القاتم من كتابات صاحبة "الأميرة الصغيرة"، و"اللورد الصغير فونتلروي"، حيث ترى الكاتبة أنه وفي بعض المواقف الحقيقية يصبح الجميع غريبًا، وقابلًا للمقارنة مع قصة شبح خارقة.
وتكتب عن "البُعد، والشعور بالابتعاد عن العالم، عن الحياة نفسها"، وتصف الطفل بأنه "شبح حديث الولادة يتجول في أماكن شبحية ما زالت مجهولة".
تنضم قصة بورنيت إلى أعمال كثيرة منسية لكاتبات رائدات، طورن في الأدب الغرائبي في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات العشرين، وتعتزم المكتبة البريطانية إصدار مجموعة من هذه الكتابات المنسية لعدة كاتبات ضمن أنطولوجيا بعنوان "ملكات الهاوية" تصدر في وقت لاحق من هذا العام.
تضم الأنطولوجيا قصصاً لماي سنلكير، وآشلي مايك، وماري كوريلي، وفيوليت أوريك، وغري لا سبينا، ومارغريت سانت كلير.