"الإمبراطورية الشائنة" لشاشي ترور.. ما فعلته بريطانيا بالهند

09 فبراير 2020
(شاشي ترور عام 2006، أولف أندرسن)
+ الخط -

صدر كتاب "عصر من الظلام: الإمبراطورية البريطانية في الهند" (منشورات ألف بوك) لمؤلّفه شاشي ترور أوّل مرّة عام 2016، وكان هذا عنوان النسخة الهندية. أمّا النسخة التي طُبعت في بريطانيا عام 2017، فحملت عنوان "الإمبراطورية الشائنة: ما فعله البريطانيون في الهند" (منشورات هيرست).

في هذا العمل يُقدّم المفكّر الهندي (1956) قصة الكولونيالية والراج البريطاني، هادماً مقولات المدافعين الأنكلوفونيّين عن تلك الحقبة، محاججاً وموثّقاً كيف لم تقف بريطانيا إلّا مع الفساد والاستغلال الفاقع والواضح ومسلسل العنصرية الطويل الذي نافحت عنه "شمس الإمبراطورية" بلا خجل.

العام الماضي، حاز الكتاب "جائزة أكاديمية الهند للآداب"، بالنظر إلى الجهد التوثيقي الكبير الذي قام به أحد أبرز منتقدي سياسات حكومة ناريندرا مودي، وقد جمع فيه صاحبه أفكاره الواسعة والمتشعّبة التي مكّنته من صوغ النص بلغة محكمة وعلى نحو منظّم وشيّق، ما جعل العمل يحظى بالإقبال على قراءته من قِبل من يخالفه ومن يتّفق معه، لما يحمل من تحليل لتاريخ الحكم البريطاني بكل تعقيداته وتناول للأوضاع التي مرّت بها الهند المستعمرة.

ناقش ترور في هذا الكتاب الحرية والاستعمار والديمقراطية، وافتتحه بفصل "نهب الهند"، قبل أن يبدأ في فصوله الثمانية بأسئلة حول إن كانت بريطانيا أعطت الهند وحدةً سياسية، ويتفحّص النظام البرلماني، ودولة القانون، والإعلام والصحافة الهندية، وأسطورة الاستبداد المستنير، مختتماً الكتاب بالحديث عن الفوضى التي خلّفها الاستعمار.

يستكمل الكتاب طريقاً طويلاً من البحث في تاريخ الهند بدأه ترور بعد أن حاز الدكتوراه في القانون من "جامعة تافتس" الأميركية عام 1978، فأصدر في بداياته كتاب "أسباب الدولة" (1985)، ثم "الهند من منتصف الليل حتى الألفية الثالثة" (1997)، و"نهرو: اختراع الهند" (2003)، وغيرها من الكتب التي تناولت الصراع مع باكستان، والقومية، وصولاً إلى كتابه "رئيس الوزراء المتناقض" الذي صدر عام 2018، والذي قدّم فيه قراءة نقدية تعتمد على الأرقام والحقائق لحكومة مودي.

كذلك كتب عملاً بعنوان "بلا كتاب في بغداد"، إثر زيارته للعاصمة العراقية بعد حرب الخليج ضمن وفد للأمم المتّحدة. الكتاب في جزء منه يعود إلى "ألف ليلة وليلة" وتاريخ الكتب في بغداد، لكنه يضمّ أربعين مقالاً أيضاً كُتبت في فترات مختلفة، منها ما يعود إلى قراءاته المبكرة، أو يقف عند سلمان رشدي، والرواية الهندية وغيرها من المواضيع.

إلى جانب إنتاجه الفكري السياسي، كتب ترور أربع روايات أولها "الرواية الهندية الكبرى" (1989)، وأحدثها "شغب" (2001)، كما شغل عدّة مواقع ديبلوماسية في الأمم المتحدة بين 1978 و2007، قبل أن يرشّحه حزب "المؤتمر الوطني الهندي" في الانتخابات البرلمانية ليفوز بأغلبية مطلقة. كذلك عمل وزيراً للشؤون الخارجية، ووزيراً لتنمية الموارد البشرية، وهو حالياً عضو في البرلمان الهندي.

المساهمون