يطرح الباحث في الدراسات الدينية الجنوب أفريقي عبد القادر طيوب في مؤلّفاته العديد من التساؤلات مثل ما هي بنية الأديان ودورها في المجتمعات المعاصرة؟ وأين يتم استغلال الدين لأغراض أخرى بما فيها الأغراض السياسية؟ وكيفية البحث عن جوهره يتم بشكل متزايد على أرضية سياسية، وهل يمكن الإسلام دوراً في حياة المسلمين اليوم.
إلى جانب اهتمامه بحضور الثقافة الإسلامية في بلاده، حيث بدأت الموجات الأولى من المسلمين المهاجرين الذين ينتمون إلى أصول آسيوية ولا سيما الهند والمالايو، والذي أتوا مع المستعمرين الهولنديين إلى جنوب أفريقيا في منتصف القرن السابع عشر.
ينظّم قسم العلوم الإنسانيّة والاجتماعية في "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون" (بيت الحكمة) في قرطاج بالقرب من تونس العاصمة عند الرابعة من مساء غدٍ الخميس محاضرة لطيوب تحت عنوان "تساؤلات في دراسة الأديان: ايجابيات وسلبيات".
يقدّم المحاضر "أطروحة متجهة في دراسة الأديان خلال عقدين ماضيين، فهي تذكرنا بنقد هذا الموضوع من وجهة نظر ما بعد الحداثة وما بعد الاستعمار، وبهذه الخلفية نتساءل عن المقارنة بين استعمال (الدين) كمصطلح علمي في دراسة الأديان الحديثة واستعمال الدين أو المذهب في الخطاب الإسلامي المعاصر والقديم"، بحسب بيان المنظّمين.
يضيف البيان "هذه الأطروخة تزعم أن دراسة الدين المهيمنة في الغرب والمنتشرة في العالم مبنية على مصطلحات وخلفيات غربية تاريخياً وفلسفياً، وأن الدين كمصطلح علمي في الخطاب الإسلامي يعطي فكرة مغايرة في تاريخ الأديان في العالم الإسلامي خاصة وفي العالم عامة".
يرى صاحب كتاب "إنهاء استعمار الأديان: المثقفون المسلمون والمشروع التنويري للدراسات الدينية" أن هناك ضرورة لمشاركة جهود فكرية في سبيل الدفع بالعلوم الاجتماعية في اتجاه صياغة طرق جديدة للتفكير في الأديان كظواهر كونية، من خلال الاستفادة من التقاليد الإسلامية الخطابية بطريقة تتجاوز اختصار الإسلام في تفاصيله وصيغته المحلية، وترفض تعميم النماذج النظرية الغربية.
يُذكر أن طيوب وضع العديد من الكتب، منها "تمثيل الدين في التعليم الديني: ملاحظات من جنوب أفريقيا"، و"الخطبة كأداء عملي ولغوي: رؤى من النظرية والتاريخ".