أسّست "دارة الفنون" في 2011 "المختبر" في مقرّها بعمّان والذي يعود تاريخ إنشاؤه إلى ثلاثينيات القرن الماضي، ليوفر مساحة تجريبية للفنانين الشباب وللمشاريع المبتكَرة في إطار رؤى ومشاريع تحفّز على المشاركة والعمل الاجتماعي والاشتباك مع القضايا الراهنة.
منذ أيام، أُعلن عن إطلاق المرحلة الثانية من برنامج "المختبر" لعام 2019 مساء الإثنين، الثاني من الشهر المقبل، والتي "تبحث في سياق ما بعد الاستعمار "النمطي وغير النمطي" الذي نعيش فيه عبر استعارة الوصول والمغادرة. سيتمّ التعامل مع عمان، بتاريخها الاجتماعي المتعدّد بصفته أرشيفاً حيّاً ومكاناً لطالما شكّلته يد الشتات والتيارات المهاجرة، وبصفته أرضيةً خصبةً لتنقيب مفاهيمي وشعري للمكان"، بحسب بيان المنظّمين.
يضيف البيان: "نظراً لوجودنا في موقع جغرافي أفضل ما وُصِفَ به أنه "ميناءٌ بحري جاف" فإننا نتذكر رحلة الشاعر المارتينيكي إدوارد غليسانت (1928 - 2011) عبر المحيط الأطلسي ونتساءل: كيف نتصوّر جدلية تكون "جذراً أفقياً كاملاً لما هو مختلف" أو نقاط الاتصال حيث "تتشابك الجذور ويساعد بعضها بعضاً"؟ وماذا عن الانتقال من الوحدة إلى التعدّدية في مكان عالق في حالة "مؤقّتة دائمة"؟".
تطرح التظاهرة تساؤلات حول البُنى الاجتماعية وبُنى السلطة التي تشكّل وجود العديد من المجتمعات الحالية، مع التركيز على السياسات القومية والليبرالية الجديدة التي تنتج مساحات من اللاانتماء وتؤدّي إلى خلق مساحات معزولة ومُطوَّقة داخل السياقات الحضرية، لتجنُّب السرديات التقليديّة التي تركّز على التعدّدية الثقافية والتعايش.
سوف يستخدم الفنّانون والممارسون الثقافيون القادمون من خلفيّاتٍ مختلفة مساحةَ المختبر للتأمّل في أشكال جديدة من العيش المشترك واحتماليات البقاء الجماعي، مع العمل لإنتاج مساحات وأوقات تُنتَج بشكلٍ جماعي.
يُذكر أن المرحلة الأولى حملت عنوان "تقاطعات"، واختتمت بمعرض "فضاءات عابرة" خلال شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل الماضييْن، وضمّ أعمالاً سعى أصحابها إلى استكشاف الصوت وتجربة السماع والممارسات الصوتية في نطاق علاقتها بالمشاركة المجتمعية وأشكال التأثير الجماعي.
ويضم البرنامج محاضرات لفنانين وندوات وحلقات نقاش، صُمّمت لتيسير التبادل المعرفي وإيجاد تقاطعات بين الاختصاصات المختلفة ومساحات جديدة للمشاركة والحوار.
ويشارك في المختبر الفنانون: مصطفى أنسي، وديانا الزعبي، ويزن الزعبي، ونصر الدين بن ناصر، وباسل حسن، وليث دمشقية، ونواف رضوان، وبشار سليمان، ونارشكومار، وماجدة مجدي.