مهرجان "سيدي علي عزوز".. موسيقى طرقية وصوفية

16 مايو 2019
(مجموعة الوصال للموسيقى والفنون)
+ الخط -
في نهاية القرن السابع عشر، قصد المتصوّف الفاسي المغربي الشيخ سيدي علي عزوز مدينة تونس ومكث فيها سنوات عدّة، يعيش من جمع الحطب وبيعه حتى قرّر ان يبني زاوية تسمّت باسمه، ثم ارتحل عنها إلى مدينة زغوان ليستقر فيها حتى رحيله عام 1710 وخلفه آلاف الأتباع والمريدين اتخذوا عدّة زوايا باسمه في عدد من المدن المغاربية.

بعد ذلك بدأت هذه الزاويا تشهد عشية كل جمعة حلقات يلتقى حولها أتباع الطريقة لإنشاد المالوف بنسخته الغرناطية، ويوقّعون نوباته وموشحاته على رنات الدفوف والنقرات، ومع مرور الزمن أصبحت تتفاعل موسيقاهم مع الألحان الشعبية، وغدت أماكن يتوّجه لها الراغبون في تعلّم أصول الإنشاد والمدائح.

تتواصل فعاليات "مهرجان سيدي علي عزوز للموسيقى الطرقية والصوفية" الذي افتتح أمس الأربعاء في زغوان (55 كلم جنوب شرق العاصمة) حتى العشرين منه بتنظيم من وزارة الثقافة، ضمن تظاهرة "مدن الحضارات" التي أطلقت عام 2017 في المدينة.

افتتحت التظاهرة بحفل لـ "فرقة المعھد الجھوي للموسیقى بزغوان" بمشاركة الفنان نذیر البواب، أدّت خلاله العديد من الأغاني منها "فراق غزالي" التي تنتمي إلى إيقاعات "مدور حوزي"، ومن كلماتها "فراق الحياة يذبل الرّوح/ يا عين بالدمع نوحي/ نبكي والقلب مجروح/ من يوم فارقت روحي"، و"القلب معذب بهواك"، و"ما سبى عقلي"، و"على الله دلالي".

وتقدّم "فرقة عبد الجواد المحيسن" مساء اليوم الخميس عرضاً بعنوان "فرحة وتهليلة"، بينما تؤدي "مجموعة الوصال للموسيقى والفنون" عرضها مساء غدٍ بعنوان "بيت المديح" الذي يتضمّن وصلات عدّة منها "يا أمام الرسل" ويأتي في مفتتحها "يا إِمام الرسلِ يا سندي أَنت بعد الله معتمدي/ فَبِدُنْيايَ وآخرتي يارسولَ الله خذْ بيدي/ أنت باب حُجتُهُ بك قَد ضَاءت محجته/ قُم بعبد أَنت نصرته يا حبيب الواحد الأَحد"، و"قصدي أنظر"، و"يا جاه طيب النفاس"، و"أنوار أحمد".

كما تشارك "فرقة الإنشاد الصوفي" من مدينة حلب السورية التي تقدّم حلقة أذكار وأناشيد منها "سبحان من ذكره عزٌ لذاكره" و"قمر سيدنا النبي"، وتختتم العروض بحفل لـ"فرقة المعهد الرشيدي" في مدينة سوسة.

المساهمون