"الجنازة الأخيرة".. مسرحية مغربية عن فلسطين

05 ابريل 2019
(من العرض)
+ الخط -

تظلّ المسألة الفلسطينية بكلّ تشعّباتها السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية، إحدى أكثر القضايا التي شغلت الأدب والمسرح والفن العربي المعاصر، لا شكّ أنها مرّت بفترات كان حضورها عند الكاتب والفنان العربي يقلّ أو يزيد، لكن الأكيد، أنه لم يمض زمن لم تكن الأسئلة الفلسطينية تشغل المبدع العربي في الشعر والرواية والمسرح بصورة ما.

في هذا السياق، أمضى شباب "المحترف الذهبي للفنون الدرامية" مع المخرج المغربي إبراهيم بن لحسن إقلل الأشهر الماضية يتدربون على نص "الجنازة الأخيرة" الذي كتبه الروائي والكاتب المغربي خالد أخازي، قبل ثلاثين عاماً، وبعد أن قدّمت المسرحية مؤخراً في يوم المسرح العالمي، يُعاد عرضها على خشبة مسرح "عبد الرحيم بوعبيد" في المحمدية مساء بعد غدٍ السبت.

يقول المخرج إبراهيم بن لحسن إقلل في حديث إلى "العربي الجديد" إن المسرحية تتناول قصة رجل فلسطيني يقتل الاحتلال أفراد عائلته عام 1948 فيهاجر إلى الغرب، ويترك البلاد، ليعود بعد ربع قرن، فيجد قريته مقبرة يحكمها حفّار القبور، الذي يبدأ يتلاعب بذاكرة العائد ويستفزها.

جمَع العرض فنانين روّاد ومحترفين وطلبة تمثيل أيضاً، هم ياسر شبابي ودلال غديوي وهدى فتحي ومريم خيدر، هؤلاء كانت المسرحية بالنسبة إليهم بمثابة محترف، يوضّح مدير "المحترف الذهبي للفنون الدرامية" والمسؤول عن "المكتب الإقليمي للاتحاد المغربي لمهن الدراما" في المحمدية، مبيناً أن العمل استمر على النص لمدة شهرين في عمل شبه يومي، حيث يجري أداء النص المسرحي بالفصحى.

أما بالنسبة إلى الرؤية الإخراجية فيقول إن الاشتغال جرى على النص الأدبي، الذي كان يحمل بعداً جمالياً وآخر معرفياً فهناك "حمولة فكرية وأخرى أيديولجية متضمّنة في العرض" ما يعني محاولة تقديمه بعيداً عن المباشرة والخطابة والتوقّعات.

يرى المخرج أن العرض محاولة لاستقراء الواقع العربي الذي يربتط بالقضية الفلسطينية، ويقف عند تجربة الصراع من أجل حماية الهوية من الطمس والمحو، ويعتبر أنه ﺻﺮﺍﻉ على عدّة مستويات؛ الأول "ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ التحرر من الهزيمة الداخلية"، والثاني "ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ".

يشار إلى أن عروض المسرحية متواصلة حتى نهاية الشهر الحالي في فضاءات مختلفة، من بينها مشاركتها في مهرجان برشيد المقبل، إضافة إلى عرض في "كلية الآداب والعلوم الإنسانية" في المحمدية" في 16 من الشهر الجاري، وفي "قاعة جمال الدين خليفة" و"دار الشباب بنسليمان" مساء 27 من الشهر الجاري، بالتنسيق مع المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال بجهة الدار البيضاء سطات.

المساهمون