"سكريبت": مشهد الصلاة بعدسة أكرم زعتري

31 مارس 2019
(من المعرض)
+ الخط -
تعكس تجربة الفنان اللبناني أكرم زعتري (1966) تزاوج عناصر متعددة من خلال تقديمه قراءة تستند إلى بحث وتنظير في تاريخ الفوتوغرافيا في المنطقة العربية والعالم، وحفر متواصل في مناطق ملتبسة وإشكالية في الواقع.

حتى التاسع عشر من أيار/ مايو المقبل، يتواصل في مركز "أكسفورد الفن الحديث" في لندن، معرضه "سكريبت" الذي افتتح في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، الذي يأتي امتداداً لرؤيته في "متابعة كيفية اختيار الناس تقديم أنفسهم للعالم الخارجي"، بحسب بيان المنظّمين.

المعرض ينظّم بالتعاون مع "التبادل الفني الجديد" في نوتنغهام و"تيرنر المعاصرة" ومؤسسات أخرى، وسيتجوّل في مدن عدة، ويتضمّن فيلماً تصويرياً أُنتج عام (٢٠١٨) بعد بحث قام به زعتري حول محتواه المرتبط بالعالم العربي عبر الإنترنت.

اعتمد الفنان على تصفح موقع اليوتيوب باستخدام مصطلحات بحث محايدة نسبياً مثل "الأب" و"الابن" في محاولة اكتشاف العديد من الأفلام التي تصوّر الآباء يقيمون فريضة الصلاة، وعلى الرغم من إنتاج أفلام من قبل رجال مختلفين من مناطق مختلفة، إلا أن زعتري لاحظ أوجه تشابه في المحتوى بينما مصلين يؤدون طقوس الصلوات الخمسة اليومية في الإطار العائلي.

يرصد الفيلم كيف يستمر الآباء في الصلاة على الرغم من محاولات أطفالهم باللعب العفوي من حولهم لصرف انتباههم، من خلال إعادة تمثيل هذه اللحظات المؤثّرة التي تبرز الالتزام المزدوج بالإيمان والأبوة، كما يطرح مجموعة تساؤلات الأسباب التي دفعت الذين صنعوا هذه الأفلام الأصلية إلى تصويرها، وهل ترتبط بالسعي نحو تصحيح الصورة السلبية التي يقدّم بها الإسلام في الغرب مؤخراً.

كما يحتوي المعرض على فيديو آخر لزعتري بعنوان "الرقص حتى نهاية الحب" (2011)، والذي يستكشف الهوية العربية للذكور من خلال مونتاج من المقاطع التي تم تحميلها على يوتيوب من قبل رجال في ليبيا واليمن وفلسطين ومصر والسعودية والإمارات تُظهر التشابه بين المحتوى عبر الأجيال والحدود، ويصور الشباب يتصرفون بطرق تبالغ في ذكورتهم.

يعاين الفيلم مجموعة تصرفات مثل تحريك العضلات بمرونة، والقيام بالأعمال المثيرة بالسيارات المحفوفة بالمخاطر واستخدام البنادق النارية بصورة متهورة، ويقدم أيضاً صورة مناقضة مشاهد المظاهرات في العالم العربي، بهدف رصد التفكير الجماعي في تخيل الشبان العرب.

إلى جانب ذلك، يُعرض أرشيف للصور الفوتوغرافية التي توثق حياة أهل مدينة صيدا؛ مسقط رأس الفنان، والتي التقطت من قبل هاشم المدني في "استديو شهرزاد" خلال خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي، والتي تعكس طبيعة نظرة الناس في تلك المرحلة إلى الصلة بين الصورة والمعايير الاجتماعية السائدة.

المساهمون