"سيدي بوزيد للكتاب": التفاتة إلى أدب الناشئة

11 مارس 2019
(من دورة سابقة)
+ الخط -

تأسّست العديد من معارض الكتاب في المدن التونسية بعد قيام الثورة عام 2011 مثل صفاقس وبنزرت، بما في ذلك من تعبير عن تهميش ثقافي لحق بتلك الأطراف طوال العقود السابقة، حيث سارعت إلى إبراز تعبيراتها الثقافية والفنية على نحو مستقل عن العاصمة باعتبارها رمزاً لاحتكار السلطة وتمركز القرار السياسي والثقافي فيها.

ورغم أن هذه التظاهرات الناشئة قد حظيت بترحيب إعلامي عند تأسيسها، لكنها لم تعد تلقى ذات الاهتمام لاحقاً لأسباب عديدة، منها أن ما يقدّم من فعاليات وأنشطة يبدو محلي الطابع وتمّ إعدادها بارتجال ودون تخطيط مسبق.

في هذا السياق، يمكن النظر إلى "معرض الكتاب" في مدينة سيدي بوزيد التونسية الذي تأسّس عام 2015 في الساحة التي تحمل اسم محمد البوعزيزي، وباستثناء ما تشير إليه رمزية المكان الذي شهد انطلاق الاحتجاحات الشعبية قبل ثمانية سنوات، فإنه برنامجه يبدو فقيراً وغير موجّه لقارئ محترف.

كما يحضر التساؤل حول مدة المعرض التي تمتّد لشهر كامل، إذ افتتحت فعاليات الدورة الخامسة التي انطلقت في الأول من الشهر الجاري وتتواصل حتى الثلاثين منه، بتنظيم مشترك بين وزارة الثقافة و"اتحاد الناشرين التونسيين".

تحت شعار "سيدي بوزيد مدينة الآداب و الكتاب"، تتواصل الدورة الحالية التي تركّز بشكل أساسي على طلاب المدارس، مثل الدورات السابقة التي وضعت في مقدمة أهدافها إلى إنشاء مكتبات عمومية في مؤسسات تعليمية في المنطقة.

وقد خصّص المنظّمون أمس الأحد يوماً بعنوان "أطفال سيدي بوزيد يقرؤون" بالتعاون مع "جمعية مدارات للأدب والفكر والفنون"، حيث تمّ توزيع العديد من العناوين الموجهة للناشئة، وأقيم عرض لكورال إحدى المدارس بعنوان "نحن الحياة".

يتضمّن البرنامج أيضاً يوماً للشعر يتمّ خلاله استضافة مجموعة من شعراء الجهة في لقاء يناقش المشاركون فيه واقع النوادي الشعرية في سيدي بوزيد، وتتخلّل المداخلات الشعرية مقاطع موسيقية على آلة الكمنجة للموسيقي محمد العزيز الحسيني.

إلى جانب ذلك، يقدّم العديد من العروض المسرحية والسينمائية المخصّصة للطفل، والدورة الثانية من "ملتقى عبد القادر بن الحاج نصر للإبداع الأدبي والفكري".

المساهمون