ومنذ سبعينيات القرن الماضي، تكثّف حضور هذه النخب حيث قدّم علي الشنوفي دراسته "مسألة صفات الله عند اسبينوزا وابن عربي" عام 1970، وتوالت الإصدارات مع زخم في إطلاق الندوات والملتقيات التي استضافت مفكرين وفلاسفة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب تدريس عدد منهم في الجامعات التوسنية مثل ميشيل فوكو.
"اهتمامات راهنة للفلسفة في تونس" عنوان الحلقة النقاشية التي تعقد عند الرابعة من مساء الخميس المقبل، التاسع عشر من الشهر الجاري، في "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون" (بيت الحكمة) في قرطاج بتونس العاصمة.
يشارك في الحلقة كلّ من أساتذة الفلسفة فتحي التريكي، وجلال الدين سعيد، ومحمد محجوب للحوار "حول الاهتمامات الراهنة للفلسفة في تونس في علاقة بمنشوراتهم الأخيرة، من أجل تسليط الضوء على الكتابات الفلسفية والإشكاليات الراهنة التي تتناولها الفلسفة حالياً في تونس"، بحسب بيان المنظّمين.
حاز التريكي درجة الدكتوراه في الفلسفة السياسية من "جامعة السوربون" في باريس، ووضع مؤلفاتٍ عدّة منها "أفلاطون والديالكتيكية" (1986)، و"قراءات في فلسفة التنوع" (1988)، والروح التاريخية في الحضارة العربية الإسلامية" (1991)، و"العقل والحرية" (1998)، و"الحداثة وما بعد الحداثة" (2003)، و"جماليات العيش المشترك" (2017).
أما سعيّد أستاذ الفلسفة في "الجامعة التونسية"، فاشتغل على المصطلح الفلسفي وأصدر "معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية". نقل بالخصوص مؤلّفات اسبينوزا إلى العربية مثل "علم الأخلاق" و"رسالة في إصلاح العقل" وخصّص له عدّة مؤلفات. كما نقل كتابات أبيقور "الرسائل والحِكم"، 1991، و"منتخبات من الفلسفة الرواقية" (1999)، وكتابين لـ جان جاك روسو؛ "مقال في العلوم والفنون" و"مقال في الاقتصاد السياسي" (2011).
ويعدّ محجوب أستاذ تاريخ الفلسفة من أبرز الباحثين في الفينومينولوجيا من خلال جملة دراسات، منها "المدينة والخيال: دراسات فارابية"، و"فهم الذات"، و"مقدمة لدراسة المجتمعات البدوية - منهج وتطبيق"، إلى جانب ترجمات عديدة أنجزها مثل: "تحقيق في الذهن البشري" لديفيد هيوم، و"مقالات ومحاضرات في التأويلية" لبول ريكور.