بات التعليم من أبرز الأدوات التي تعمّق الفجوة بين طبقات المجتمع في معظم بلدان العالم، حيث تحصل نخبة من أصحاب الثروات على أكثر المعارف تطوّراً، وتكتبس مهارات إضافية عديدة في المدارس التي تلتحق بها، ما يعني استحواذها على أفضل الوظائف، مقابل نيل السواد الأعظم من الناس تعليماً تتراجع جودته يوماً يعد يوم، ولا يؤهلهم للعديد من مجالات العمل.
يستضيف مركز "حلول للسياسات البديلة" التابع لـ "الجامعة الأميركية" في القاهرة عند الثامنة من مساء اليوم أستاذ علم الاجتماع والباحث الأرجنتيني كارلوس ألبرتو توريس لإلقاء محاضرة بعنوان "التعليم كمشروع لتحقيق العدالة الاجتماعية"، والتي يضيء فيها على اللامساواة والتمييز في مجال التعليم.
تتناول "المحاضرة كيف يمكن النظر للتعليم ليس بوصفه مرحلة لتأهيل الكوادر لسوق العمل، وإنما باعتباره جزءاً من عملية لتغيير المجتمع نحو المزيد من العدالة الاجتماعية"، بحسب بيان المنظّمين.
يطرح توريس أيضاً تساؤلات مثل كيف يمكن أن يسهم التعليم في تعميق فهمنا لذواتنا وللعالم الذي نعيش فيه؟ وكيف يساهم التعليم في إعداد مواطنين ينتمون إلى عالم معقد ومعولَم، ويحتفون بالتعددية، ويتعاملون بنظرة نقدية مع الرموز والأساطير والموروثات؟ وكيف لنا أن نربط التعليم بهذه المواطنة العالمية من أجل بناء عالم أفضل؟
يركّز البحث الأرجنتيني في معظم دراساته على العلاقة بين الثقافة والسلطة، والعلاقات المتبادلة بين المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وتنوع ديناميات السلطة ومعارضتها في بلدان العالم، خاصة في أميركا اللاتينية، حيث يسعى إلى المراكمة على تنظيرات الفيلسوف والباحث البرازيلي باولو فريري، والذي ألّف كتاباً يتضمّن سيرته.
كما يهتمّ توريس بأثر التعليم في تحقّق المواطنة والمواطن العالمي المثقّف الذي يتمّكن من مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية، وأيضاً بنظريات سوسيولوجيا التعليم والتعددية الثقافية، والتعليم والحركات النسوية والحركات الشعبية والعمل العام، ومقاربات التنوع الاجتماعي، وعدم المساواة، والنضال من خلال التعليم من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.
من بين مؤلّفاته: "علم الاجتماع السياسي لتعليم الكبار"، و"التعليم والعولمة النيوليبرالية"، و"الديمقراطية والتعليم والتعددية الثقافية: معضلات المواطنة في عالم معولم".