أعلن عدد من المؤسسات والكيانات الثقافية في لبنان عن دعمها لانتفاضة الشارع اللبناني، وتأييدها للإضراب المفتوح الذي تعيشه البلاد في الأسبوعين الأخيرين.
وجاء في بيان أصدراته اليوم: "تضامناً مع الانتفاضة الشعبية القائمة في كافة أنحاء لبنان ضدّ منظومة السلطة الراهنة، تعلن المؤسسات والمنظمات والكيانات الثقافية الموقّعة أدناه انضمامها وتأييدها للإضراب المفتوح، داعين زملاءنا في الحقل الثقافي للانضمام إلينا".
وأضاف: "الفنون والثقافة من ركائز المجتمع الأساسية إذ تسهم في خلق المساحة الضرورية للفكر النقدي والإبداعي في وقت الأزمات. وفقاً لذلك، لا نعتبر الإضراب انسحاباً للثقافة والفنون من هذه اللحظة الاستثنائية، بل هو تعليق للأعمال المعتادة".
ولفت الموقعون إلى أن "الإضراب أيضاً تلبية لرغبة زملائنا في النزول إلى الشارع، وهي رغبة نلتزم بها أخلاقياً ثم قانونياً"، مؤكدين أنهم "خلال هذا الإضراب، نحرص على التواصل مع زملائنا في مختلف القطاعات والمجموعات لكي نصوغ معاً مساهمتنا في هذه الانتفاضة".
وبيّنوا أن موقفهم "هذا هو جزء من رغبة محلية وإقليمية وعالمية في الحلم والتفكير والنضال لسنّ مخيّلات راديكالية في سبيل إحداث تغيير منهجي وبنيوي".
وتزامنت المظاهرات التي اندلعت في بيروت، مع تظاهرة "أشغال داخلية" التي تنظمها جمعية "أشكال ألوان" وقد أصدرت هذه بدورها بياناً تضامنياً مع المظاهرات وتعليقاً للمنتدى الدولي الذي يُعقد كل عامين ويرصد الفن المعاصر، وكان من المفترض عقده في الفترة من 17 وحتى 27 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وجاء في بيان الجمعية: "لا يؤسفنا الإعلان عن تعليق فعاليات منتدى "أشغال داخلية 8"... مجدداً، يتزامن انطلاق فعاليات دورات منتدى أشغال داخلية مع المقومات ذاتها التي ألهمت إنشاءه في المقام الأول. تنتفض جموع الشعب اللبناني على منظومة الظلم والفساد، إذ أسقطت خطاب الطائفية منذ لحظة اندلاع شرارة الاحتجاجات في شتى النواحي".
وأضاف البيان "نكرر: العمل الثقافي والفنّي، والعمل العام عموماً، ليس بمعزل عن واقعنا المدني والسياسي والاقتصادي والأيديولوجي، بل ينهل من خطاب الحدث الراهن وينصهر في مكونات اللحظة التاريخية".
وبحسب اليان، فقد "بات ضرورياً أن نردد أصداء ما تشهده منطقتنا - من السودان إلى سورية، ومن الجزائر إلى العراق - من مساعٍ لإسقاط أنظمة الماضي الموروثة، ووضع خطط بديلة للمستقبل: اليوم جاء دورنا".
وختمت الجمعية بيانها بالقول: "لقد شاركنا في التظاهرات، وراقبنا تطور الأوضاع، واستشرنا رفاقنا وزملاءنا من الفنانين والأدباء والصحافيين والمفكرين والنشطاء: ومن المناسب ألا نعتذر. ومن هنا، قررنا تعليق جميع أنشطة "أشغال داخلية 8" إلى أجل غير مسمّى. وأن نكرّس طاقاتنا الفنية والإبداعية والفكرية لهذا الحدث، عسى أن يحقق طموحاتنا وآمالنا".
يُذكر أن بيان المؤسسات الثقافية حمل توقيعات كل من المؤسسة العربية للصورة، والصندوق العربي للثقافة والفنون - آفاق، ومركز بيروت للفن، ومتحف سرسق، وأمم للتوثيق والأبحاث، ومنزل اليوم، ومنصة مؤقتة للفن، وجمعية بيروت دي سي، ودار النمر للفنون والثقافة، الهنغار، ومقام - متحف الفن الحديث والمعاصر، والمورد الثقافي، وسينما متروبوليس، وارتجال، وأشكال ألوان، وجمعية شمس، واتجاهات - وثقافة مستقلة، وسيناريو، وبيروت أرت رزيدنسي، والسمندل.