"ذِكرٌ قلق": بحث في متاحف المنفى

30 اغسطس 2018
(من المعرض)
+ الخط -

"ذِكرٌ قلق" عنوان المعرض الذي يتواصل في "متحف سرسق" في بيروت حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل، بمشاركة 200 عملٍ لفنّانين عرب وأجانب تُوثّق العديد من الحركات الفنّية المسيسّسة واليسارية التي انتشرت في النصف الثاني من القرن العشرين، في ظل انقسام العالم إلى معسكّرين خلال الحرب الباردة.

اعتمد المعرض، الذي تنقّل بين برشلونة وسانتياغو وبرلين قبل أن يحطّ في العاصمة اللبنانية، على بحث امتدّ لثماني سنوات أجرته القيّمتان رشا سلطي وكريستين خوري، وكانت نقطته المرجعية التي انطلقتا منها هو "المعرض الدولي للفن" الذي أقيم في "جامعة بيروت العربية" عام 1978 حول فلسطين، ولم يُعرف مصير محتوياته بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

تتبّعت الباحثتان عدّة متاحف أقيمت للتضامن مع قضايا التحرّر الوطني في العالم الثالث، آنذاك، مثل "متحف المقاومة العالمية لسلفادور أليندي" الذي أطلقه فنّانون تشيليون من منفاهم في باريس بعد الانقلاب العسكري على الزعيم اليساري في بلادهم، و"متحف جنوب أفريقيا ضدّ الفصل العنصري" وغيرهما من المتاحف التي أقامها معارضون في منافيهم.

من المعرضعبر تحريك الوثائق بوسائط متعدّدة مثل الفيديو والصور الفوتوغرافية والوثائق الصحافية والملصقات ومقاطع من أفلام، تُلقي الأعمال المعروضة الضوء على العديد من الأفكار التي راودت الفنّانين في نضالاتهم ضد الدكتاتورية والاحتلال وهيمنة الرأسمالية على العالم.

يشير عنوان المعرض إلى البحث في ذاكرة قلقة حول المعرض الدولي عن فلسطين، حيث اعتمدت سلطي وخوري على مقايلات شخصية أُجريت مع أشخاص ذوي صلة بتلك التظاهرة التي نظّمها قسم الفنون التشكيلية في "منظّمة التحرير الفلسطينية" التي كانت تُديرها الفنّانة الأردنية منى السعودي.

تبلورت لاحقاً رؤية واضحة في جمع الأعمال التي تُمثّل حقبة من التعبيرات الفنية ضمن تاريخ طويل من النذال في وجه الإمبريالية في محطّات وأحداث مفصلية كمعارضة لحرب فيتنام، ورفض دكتاتورية بينوشيه ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ودعم النضال الفلسطيني.

يشتمل المعرض على أعمال تنتمي إلى التجريدية والواقعية الاشتراكية في أوروبا الشرقية، والواقعية الجديدة في غرب القارة، وأخرى تمثّل اتجاهات فطرية وسوريالية وتعبيرية، في محاولة لإعادة صياغة مرحلة مهملة من تاريخ الفن العربي والعالمي الحديث، الذي تجاوز الحدود بين البلدان مع تجاوزه لجدران المتاحف.

المساهمون