"بوب آرت" أفريقي: تنازع الهويات وتوافقها

22 سبتمبر 2017
معاد أبو الهنا/ المغرب
+ الخط -
ينطلق اليوم معرض "بوب آرت شمال أفريقيا" في غاليري "P21" في لندن، ويتواصل حتى الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بمشاركة 15 فناناً من مصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب أو من هذه الجنسيات ويعيشون في المهجر الأوروبي.

المعرض بحسب فنان الـ "بوب" الجزائري موفق دويّب القيّم عليه، محاولة لتقديم منظور بديل وجديد للثقافة البصرية التي ينتجها فنانون من شمال أفريقيا. ويبيّن دويب في تناوله للمعرض وفن البوب أن "الثقافة الشعبية الـ "بوب" في الغرب سرعان ما أصبحت ظاهرة، بدءاً من إعادة ابتكارها وتجديدها وتحويلها إلى صناعة. وهذه الثقافة مستمرة في التطور في طريقة مخاطبتها وارتباطها بالأقليات. وعلى نحو مماثل، فإن فن الـ بوب في شمال أفريقيا يساعد في فهم العلاقة المركبة بين الحداثة والتراث".

الأعمال تتأرجح بين استخدام شخصيات الحكايات الشعبية وبين نجوم الاستعراضات والتلفزيون، وحتى الأبطال الخارقين. لكن ما يميز فن بوب شمال أفريقيا، هو قدرته على التوأمة بين مكونات منتقاة من أكثر من ثقافة وهوية، بمعنى أنه يؤكد على انتماءات مختلفة أبعد من الجغرافيا، حيث يعتبر دويب في بيان المعرض أنه و"في هذا الوقت من التحديات الجيوسياسية داخل وخارج المنطقة، يبدو من الجيد والمستفز تقديم تمثيلات أخرى للثقافة في هذه المنطقة وعنها".

في حين تؤكد القيّمة الشريكة في التنظيم الفنانة الليبية نجلاء العجيلي أن المعرض "سيجلب للجمهور الوعي الأصيل والنقي لفن الـ بوب في شمال أفريقيا"، لكن أصالته لا تمنع أن طبيعته مباشرة وسهلة للفهم من قبل متلق ينتمي إلى مرجعيات مختلفة. كما تكشف الأعمال المشاركة بحسب العجيلي عن حس الفكاهة الممزوج بالنقد اللاذع والروح الساخرة.

في المعرض نجد لوحات وصور رقمية ورسوم متحركة وموسيقى وفن الشارع، ومن المواضيع الأساسية التي تتناولها الأعمال، ظاهرة "مغربة" العلامات الاستهلاكية الأوروبية والأميركية، كما تستشكف الدور الذي لعبته الرموز والصور والسرديات الغربية في الوعي الجمعي المغاربي.

يذكر أن المعرض لن يقتصر على الأعمال الفنية، بل تُقام على هامشه فعاليات وندوات موازية حول الثقافة البصرية في شمال أفريقيا.

أما الفنانون المشاركون فهم معاد أبو الهنا وسارة بسمة حرنافي من المغرب، ومن الجزائر آمال بن عودية، ومريم ميغ، ووليد بوشوشي، وسفيان سي مرابط، وهشام كاوة، ومن مصر تشارك رشا أمين وقارم قارت، أما تونس فيحضر منها ظافر بن خليفة وإلياس مسعودي وسرورة ليبر، وأخيراً من ليبيا مالك الغويل وعلاء أبو دعبوس.

المساهمون