المعرض الذي يحتضنه غاليري "ورشة 13" في بيروت، يتضمّن لوحات مشغولة بالأكريليك على قماش، وأعمال أخرى بتقنية الحبر على الورق، وعلى الخشب أيضاً، تعكس الحياة اليومية التي فُرضت على اللاجئ في منفاه "المؤقت"، وهي المفردة التي يصرّ الفنان على استخدامها.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، يقول خياطة إن "مواضيع أعمالي تعبّر عن شخصيات تنتمي إلى طبقات وفئات مختلفة من السوريين المقيمين في لبنان، حيث ترصد علاقتها بالمدى السياسي والإنساني من حولها، وتركّز على أشغالهم كعمّال ومزارعين وهي المهن المسموح لهم بمزاولتها، إضافة إلى تناول الحياة الاجتماعية للنساء وكيفية توازنهن مع البيئة المحيطة".
في غرفة زرقاء صغيرة، أسّس خياطة أول استديو خاص له في حي باب توما الدمشقي عام 2010، والذي مثّل بالنسبة له بيتاً لأفكاره وخبراته وأحلامه، وبعد خروجه من بلده بنحو عامين، شرع في تجربة جديدة استندت إلى تكوين صور قاسمها المشترك ما يسمّى باللهجة السورية "المدّة"، والتي تجمع أفراد العائلة ويفترشونها عند تناول طعامهم، وتكرارها في محاولة إلى إعادة جمع الناس حول أمهم سورية.
خلال السنوات الخمس الماضية، أقام ثلاثة معارض التقت حول البحث عن التوازن الداخلي للإنسان السوري وعن صعوبة الحفاظ عليه، من خلال توثيق حياة أفراد التقاهم أو سوف يلتقيهم وما يختنزنهم من هواجس حيال واقعهم الحالي، بالارتكاز على ذاكراتهم وسعيهم الدائم إلى تصحيحها.