"ملتقى ديون للفنون": استعادة على ورق

19 اغسطس 2017
ديانا الحديد/ سورية
+ الخط -

لا تزال العديد من المهرجانات العربية تؤسَّس بدافع استعادة الحياة في مدن أثرية بُنيت قبل آلاف السنين، حيث هناك العشرات منها تحمل اسم تلك الحواضر القديمة التي يشير ما تبقّى من أعمدتها ومسارحها وقلاعها، إلى ما شهدته من ازدهار وتقدّم مقارنةً بفقر وتهميش يعيشهما أهلها اليوم في التجمعات الحديثة التي أقيمت في جوارها.

لا تتوقّف المفارقة عند ذلك، فالكثير من التظاهرات التي تحتضتها هذه الأمكنة يجري تنظيمها واستعارة فعالياتها من العاصمة لعدّة أيام في كلّ سنة وربما يُجلب الجمهور معها، بينما تمرّ بقية العام من دون حراك ثقافي يُذكر خارج تلك المواسم.

هذه المرّة، يبدو المشهد مختلفاً مع إعلان إنطلاق الدورة الأولى من "ملتقى ديون الدولي للفنون"، إذ أن القائمين عليه اختاروا العودة إلى إحدى مدن الديكابولس الرومانية العشر بحسب بعض الروايات، والتي يُعتقد أن بلدة إيدون جنوب مدينة إربد (شمال العاصمة) قد بنيت مكانها، حيث توجد إلى اليوم أعمدة رومانية في بعض أحيائها، لكن التظاهرة تُقام في "جامعة فيلادلفيا" على بعد حوالي 70 كلم من ديون أو إيدون، وبذلك يستعيدون هذه الحاضرة كشعار وتسمية على بطاقات الدعوة وملصقات الملتقى.

من جهة أخرى، تضمّن بيان المنظّمين اللازمة التي تكرّرها أغلب الفعاليات في السنوات الأخيرة بالإشارة إلى أن "البرنامج يركّز على دور الفنون في التنوير والارتقاء بالفعل الإنساني ومحاربة الفكر المتطرّف".

يستضيف الملتقى الذي افتتح الإثنين الماضي، ويتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري عدداً من الفنانين العرب، هم: شنيار عبد الله من العراق، وعبد الحي الدايداي ورشيد مرتقي من المغرب، وبكري الفل من السودان، والطاهر هدهود من الجزائر، وأحمد الشبيبي ويوسف الرواحي من عُمان.

كما يشارك فيصل العمري وأحمد الشاويش وغاندي الجيباوي ويعقوب العتوم ورائد الدحلة وأيمن العزام وريم عودة وغدير أبو بوخة وأحمد ملكاوي وحسام وهبة وفؤاد خصاونة وحسني أبو كريّم من الأردن، وتُعقد مجموعة من الورشات والندوات الفنية في النحت، والرسم، والخزف والطباعة.

دلالات
المساهمون