رحيل موسى وهبة.. بين مراجعات وترجمات

04 يوليو 2017
(1941 - 2017)
+ الخط -
آمن الباحث والمترجم اللبناني موسى وهبة (1941 – 2017) الذي رحل أمس في بيروت، أن نقل العلوم الإنسانية واستيعابها هو "الصراط" الذي من دونه لن يدخل العرب إلى العصر الحالي؛ خلاصة جهد معرفي خلال أكثر من أربعة عقود قضاها في نقد الفلسفة وترجمة مؤلّفات لـ كانط ونيتشه وهوسرل وهايدغر.

حاز صاحب "منطق الحرب" المولود في قرية الشيخ طابا (شمال لبنان) على دكتوراه الآداب من "جامعة السوربون" في باريس عام 1974، ثم عمل منذ ذلك الوقت أستاذاً للفلسفة الحديثة في "الجامعة اللبنانية" حتى عام 2005.

شكّل كانط منعطفاً أساسياً في سيرة وهبي الذي ترجم له كتاب "نقد العقل المحض"، وهو الذي بدأ حياته ماركسياً وكان للحرب الأهلية اللبنانية وجملة الانهيارات التي شهدتها الأنظمة الاشتراكية نهاية القرن الماضي دور كبير في مراجعاته الدائمة لأفكاره ورؤاه الاجتماعية والفلسفية.

تركّزت اهتماماته على تعريب المصطلح الفلسفي، وهو ما قادة إلى تغيير جملة من مصطلحاته التي سبق ونحتها بنفسه، ومنها مقارباته لالتباسات عدّة منها، مثل: الكون والوجود، والمفهوم والتصوّر، والإشكالية والمسألة، ضمن ما أسماه بضرورة التخلّص من "البعط الفلسفي".

من جهة أخرى، كان يرى بدخول المثقّف العضوي الملتزم بقضايا إنسانية في أزمة دخلت معها فيها الثقافة نفسها، في إطار تنظيره حول انهيار الأيديولوجيا منذ الثمانينيات ودخول عصر سيطرت فيه التكنولوجيا، ولم يعد المثقف فيه "إعلامياً أو محرّضاً مفيداً"، إذ لا يصحّ من وجهة نظره الحديث عن أزمة جديدة بلغة قديمة.

انشغل وهبه بالبحث عن وضع أسس تجعل الفلسفة بالعربيّة ممكنة، مؤكداً على أن المشتغلين فيها من العرب المعاصرين أخطأوا معناها، حين ظنّوا أن الفلسفة هي ثقافة مهجوسة بالنضال والتغيير. وكان لتنظيراته حضور في عشرات الطلبة الذي درّسهم وغدوا في ما بعد باحثين يتبعون أثره أو يفكّكون مقولاته.

من بين المؤلّفات التي ترجمها؛ "مباحث منطقية" لـ هوسرل، و"مبحث في الفاهمة البشرية" لـ ديفيد هيوم، و"السياسة والدين عند ابن خلدون" لـ جورج لابيكا (بالاشتراك مع شوقي الدويهي).

المساهمون