مجموعة من الكتّاب والناشطين قدّموا قراءات في الإصدار الأوّل لـ غطاس، الذي حكمت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسجن على خلفية نشاطه السياسي في دعم قضايا الأسرى الفلسطينيين، وما يتعرّضون إليه من سياسة قمع وتنكيل وتضييق.
شارك في الأمسية الباحث والناقد أنطوان شلحت، والأكاديمية نادرة شلهوب كيفوركيان ومدرّب التنمية البشرية وصديق الكاتب أشرف قرطام، وأدارها المحامي حسن عبادي. كما أدّى الفنانان حبيب شحادة حنا ودلال أبو آمنة مجموعة من الأغاني.
رأى شلحت في ورقته أن "الكتّاب يعتبر شهادة لمثقف وقائد سياسي، وثمة خيط رفيع يربط أبوابه، حتى وإن اختلفت تواريخ كتابتها وتعدّدت مناسباتها، فإنه يفصّل واقع الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة عام 48، أي بدءاً من النكبة".
وأشار إلى أن غطّاس يلقت إلى صعوبة بالغة يعيشها فلسطينيو الداخل تحيل إلى الصعوبة ذاتها التي تواجهها الأحزاب والحركات العاملة داخل مجتمعات تعيش على هامش المواطنة في كيان قام نتيجة مشاريع استعمارية".
وأضاف أن "الناظم الأساس لهذه القراءة، تشريح السيرورتين السياقيّتين الأكثر رئيسية، المرتبطتين بهذا الموضوع؛ أولهما سيرورة علاقة فلسطينيي أراضي 48 بالقضية في شتّى المراحل التي مرّت بها، وثانيهما سيرورة أنهم مواطنون في دولة قامت على أنقاض وطن هم سكّانه الأصليون، ولا تنفك تمارس في حقّهم سياسات إقصاء تتّسم بطهورية عرقية متصاعدة، أكثر فأكثر منذ عقدين".
بدورها، لفتت كيفوركيان إلى أن "غطاس وهو ينظر في خضم المشروع والإجرام الصهيوني وأدبياته فإنه يتطرّق إلى سياقات فكرية وسياسية ويربطها بهموم المواطن اليومية، في إطار تحليله للمشروع الصهيوني وتأثيره، مقابل سياسات التمزيق الداخلية والتعرية والتضييق على الإنسان الفلسطيني من خلال العنصرية المؤسساتية وهيكليتها والقمع والبيروقراطيات والقوانين".
أما قرطام، فتوقّف عند أول اعتقال مفاجئ لصديقه غطاس، يقول "ذهبنا إلى بيته، وإذ أرى كتاباً للأسير وليد دقة، لم يكن على الطاولة وإنما على الرف، والأمر ليس صدفة، والسؤال متى قرأه، وهل أنهاه، وبعدها يُعتقل ويتهم أنه حاول مساعدة وليد وزملائه".
واختتمت الأمسية بكلمة لغطاس قال فيها "بعد اعتقالي في أواخر شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي اقترح الأصدقاء مع سوسن زوجتي وسهيلة ابنتي، فكرة إصدار الكتاب وبدؤوا في تجميع المقالات التي يعود أقدمها إلى عام 2010، وكنت حينها لا أرى فائدة من إعادة إصدار مقالات قديمة، لكن بعد أن جُمعت وبدأتُ في تبويبها أعدت قراءتها ووجدت أن هناك قيمة مضافة لها".