"الديرة": مسرح خارج المهرجانات

31 ديسمبر 2017
(من عروض مسرح الديرة)
+ الخط -
تحتضن العديد من المحافظات العراقية مهرجاناتٍ مسرحية رغم إهمال معظم دور المسرح التي لم تجر صيانتها منذ الاحتلال الأميركي عام 2003، ولم تؤسّس في الوقت نفسه مسارح جديدة، كما أن قلة الأعمال المنتجة سنوياً تفرض تشابهاً في برامج تلك التظاهرات.

في هذا السياق، بدا لافتاً إقامة عرض مسرحي في البصرة، جنوب بغداد، في مسرح ومنتدى "الديرة" منذ أيام، خارج تلك المهرجانات، بعد غياب دام سنوات عديدة، لم تشهد المدينة خلالها اهتماماً باستعادة البنية التحتية حيث توجّهت عمليات الإعمار لمنشآت اقتصادية بالدرجة الأولى.

القاعة الجديدة تتسع لحوالي 600 مقعد، وسيقام عليها العديد من الفعاليات المسرحية والموسيقية خلال عام 2018، بحسب بيان المنظّمين. علماً بأن البصرة كانت تحتوي على خمسة مسارح تمّ إغلاقها مع احتلال الجيش الأميركي للعراق، وبقيت على حالها مع تصاعد نفوذ جماعات متشدّدة أبرزت عداءها للفنون خلال السنوات الماضية.

من جهته، يقول أستاذ المخرج والناقد العراقي محمد حسين حبيب في حديثه لـ"العربي الجديد" إن "المسرح العراقي في المحافظات كان دائماً وإلى اليوم هو أساس الحركة المسرحية، حيث إن أغلب فناني المسرح في العاصمة هم من المدن والأطراف ممن اتخذ من بغداد سكناً له ووظيفة، لكن التسليط الإعلامي كان هو الغالب على المركز قبل 2003".

ويلفت إلى أنه "بعد 2003 فإن تنوع مصادر الصحافة ومغادرة المركزية الإعلامية وتعدد الصحف والقنوات الاذاعية والتلفازية هي من سلّطت الضوء على الحركة الناشطة في المحافظات، ما ينطبق على البصرة التي لها تاريخ حافل وطويل بالعطاء المسرحي سواء تم افتتاح مسرح الديرة أو غيره والعودة القوية ليس مرتبطة بعودة مسرح ما إلى الحياة، لأن القوة الإبداعية متوافرة دوماً في المدينة شأنها شأن المدن الأخرى".

يختم حبيب "كنا سابقاً وحتى اليوم عندما يقام مهرجان مسرحي في العاصمة، فإن الأعمال المتميزة والجوائز الكبرى تحصدها المحافظات على الأغلب، وهذه ظاهرة يشهد لها التاريخ المسرحي العراقي بقوة وكل الوثائق المؤرشفة تشير إلى ذلك". 

دلالات
المساهمون