منال محاميد.. "الغزال الفلسطيني" كحقيقة تاريخية

03 ديسمبر 2017
(من أعمال المعرض)
+ الخط -
على لافتة في حديقة للحيوان في مستوطنة "كريات موتسكين"، كتب الاسم العلمي لغزال الجبل بثلاث لغات؛ فهو بالعربية والإنكليزية "الغزال الفلسطيني"، أما بالعبرية فهو "غزال إسرائيلي"؛ من هذه اللافتة بدأت فكرة معرض الفنانة الفلسطينية منال محاميد (1976)، المقام حالياً في "منجم، مختبر الثقافة" في حيفا ويتواصل حتى التاسع من الشهر الجاري، تحت عنوان "الغزال الفلسطيني".

عن ذلك تقول الفنانة في بيان معرضها إن اللافتة تعبر "عن حالة التشويه التي فرضتها لعبة تبادل الأدوار، وتهجين التسميات التي ترمي إلى خلق حالة ثقافية وحضارية مشوهة الهوية تمهيداً لمسح الذاكرة التاريخية".

يضم المعرض أعمالاً مختلفة التقنيات والتجارب؛ نجد منحوتات وتركيبات متعددة الوسائط، وصوراً فوتوغرافية، وفن الفيديو، والطباعة والرسم. قبل أن ينظم في حيفا، أقيم المعرض في رام الله منذ عدة أشهر، وعن محتوياته يقول الفنان عبد عابدي معلقاً "يحتوي المعرض وما شمله من أعمال إنشائية، ومطبوعات حريرية وصفر الزنك وفيلم فيديو آرت. هي تركيبات بصرية فائقة التحكم والجودة".

قيّمة المعرض رلى خوري، ترى بأن غزال الفنانة "يصل الاستعمار الظاهر على جسده المعنّف مع الوجود الفلسطيني المعنّف؛ وكذلك بتعريفه المتضارب المرتبط بتشويش الهوية الفلسطينية والتشكيك فيها".

الباحث في الفنون البصرية والفنان عيسى ديبي، يرى أن "المشروع البحثي في هذا المعرض يدخل نتاج الفنانة في مركز النقاش حول الثقافة والاستعمار والعلاقة المركبة لفلسطينيي الداخل مع طبيعة بلادهم، والمؤسسات التي ما زالت ترى في العلاقة الحميمة مع الطبيعة، تهديداً للمشروع الكولونيالي في فلسطين. "الغزال الفلسطيني" تجربة للبحث في جذور الحياة الفلسطينية منذ الأزل، إنه محاولة محاميد لأن تعود إلى الطبيعة كحقيقة تاريخية".

الناقد حسني شحادة يرى أن الفنانة "تبدأ بتشكيل مجسم للغزال بالحجم الطبيعي، ثم تحوّل الغزال الكبير إلى غزلان عديدة صغيرة الحجم. عشرات من الغزلان تعرضها لنا الفنانة لتخرجنا من حكاية الغزال المبتور إلى حكاية شعب بكامله".

استخدمت محاميد الصلصال لتجسيد الغزلان الصغيرة الحجم، وثمة ما هو مصنوع من البورسلان، وبحسب شحادة فلعل هذه الغزلان "ترمز أيضاً للحالة السياسية والإنسانية الهشة التي يمكن تقويضها وتحطيمها في كل لحظة".

المساهمون