وداع سينمائي لأوباما

27 اغسطس 2016
(من فيلم "معك في ساوثسايد")
+ الخط -

لم تبق سوى خمسة أشهر على مغادرة الرئيس الأميركي الحالي، باراك أوباما، موقعه في البيت الأبيض مع نهاية ولايته الثانية. في خطواته الأخيرة تلك، ها هي السينما الأميركية تهتم بأوباما بشكل لافت؛ حيث أن فيلمين يتناولان سيرته أُنتجا مؤخّراً.

الأول يحمل عنوان "معك في ساوثسايد"، كان قد خرج إلى القاعات بداية من مساء أمس، والثاني بعنوان "باري" سيبدأ عرضه الشهر المقبل. لا يبدو هذا الأمر مصادفة بقدر ما يرتبط بجميع خلفياته السياسية والاجتماعية؛ فالانتخابات القادمة التي لن يكون أوباما مرشّحاً فيها، سيكون بالتأكيد أحد أكبر المؤثّرين فيها، والعملان سيكونان ضمن هذه اللعبة، خصوصاً أن صناعة السينما كانت دائماً في أميركا جزءاً لا يمكن فصله عن كواليس السياسة.

أمّا اجتماعياً، فإن أميركا تعيش في الفترة الأخيرة عودة للصدام العرقي، ويمكن أن لأفلام تتحدّث عن أوبما كنموذج للنجاح في المجتمع الأميركي، أن تؤدّي دور المهدّئ الاجتماعي في هذه الفترة التي سينصبّ فيها الاهتمام على التنافس الأزلي بين الجمهوريين والديمقراطيين ولا مجال لتأجيج انقسامات جانبية.

يُقدّم فيلم "معك في ساوثسايد" بدايات العلاقة التي جمعت بين أوباما الشاب المتخرّج من كلية الحقوق حديثاً والمحامية ميشال روبنسون التي ستصبح زوجته لاحقاً. أمّا الفيلم الثاني، فيعود إلى سنوات أبعد؛ حيث يتحدّث عن حياة أوباما في مدينة نيويورك.

تخصيص فيلمين لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليس مستغرباً في حدّ ذاته، إذ أن معظم الرؤساء السابقين تحوّلوا إلى شخصيات سينمائية، حتى أنه يمكن تخصيص نمط سينمائي باسم "أفلام رؤساء أمريكيين". لكن لم يحدث من قبل أن تتابعت الأعمال خلال مدّة رئاسة أحدهم، خصوصاً وهو يجمع أوراقه لمغادرة البيت الأبيض.

المساهمون